على بعد ساعات من احتفال بعض الناس ب"الفالونتين" أو ما يسمى عيد الحب، ارتأى الديوان الوطني للثقافة والإعلام، عرض أوبيريت حيزية في قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، مساء السبت، من نص الوزير الشاعر عزالدين ميهوبي، وألحان الراحل محمد بوليفة. وفي حضور جمهور محترم، تمكن عشرات الفنانين الذين جمعوا بين الرقص والغناء والتمثيل، من نقل المشاهدين إلى قرابة القرنين من الزمن إلى الوراء وإلى واحات منطقة سيدي خالد في بسكرة، حيث جرت وقائع قصة الحب العفيف الذي كانت بطلته الحسناء حيزية، التي دفعت عمرها ثمنا لتمسكها بابن عمها سعيد، فتحوّلت قصتها الواقعية، إلى قصيد أبدع فيه الشاعر البدوي الشهير محمد بن قيطون وغناه بعد نصف قرن تقريبا، الفنانين الكبيرين الراحل عبد الحميد عبابسة ورابح درياسة، وقد أجمع كل الذين تابعوا العمل الفني، من الجمهور الذي سألتهم الشروق اليومي بعد العرض، على أن تكرار مثل هذه اللوحات سيروي تاريخ الجزائر بما تحمله من تراث وذاكرة لا تخلف عما ترويه بقية الأمم في أعمالها الفنية، ولاحظنا بعض السيدات من الحاضرات تذرفن الدموع في مشهد وفاة حيزية التي حُرمت من حبيبها وطالتها سهام اللمز والهمز، وحسرة حبييها سعيد وأيضا والدها الذي مزّقه الندم، على ما اقترفه تجاه ابنته العفيفة. يذكر أن قبر حيزية التي توفيت في سنة 1875، مازال موجودا لحد الآن في مقبرة عائلتها الكبيرة في مدينة سيدي خالد، التي تنتمي لوليّ صالح، قدم من شبه الجزيرة العربية، ومن قبيلة عبس بالتحديد، التي ينتمي لها عنترة بن شداد وعبلة وقصة حبهما الخالدة.