قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، إن العربية في الجزائر ليست عرقا، لكنها لغة جامعة اعتمدها أجدادنا كخيار استراتيجي بعد الفتح الإسلامي بعد أن رأوا سماحة هذا الدين وما جاء به من قيم على عكس ما حدث مع الهجمات الاستعمارية من الوندال إلى الفرنسيين. وأضاف صالح بلعيد على هامش اليوم الدراسي الذي احتضنته مكتبة الحامة، الثلاثاء، حول الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم الذي أقرته اليونسكو يوم 21 فيفري، أن الاشتراك مع المحافظة السامية للأمازيغية والمجلس الإسلامي الأعلى في إحياء هذا اليوم يأتي تعبيرا عن التكامل بين مختلف أركان الهوية مركزا على أهمية الخروج من "عصر الإيديولوجيات التي تزور التاريخ". رئيس المجلس الأعلى للغة العربية رافع لصالح "إذابة الجليد بين نخبة من أجل مصالح وطنية لغوية حقيقية مع الذات برعاية الثلاثي المقدس العربية، الأمازيغية، الفرنسية. من جهته، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهامشي عصاد، اعترف في مداخلته بوجوب ممارسة نقد الذات وإرساء المصالحة اللغوية عبر تبني خطاب هادئ وهادف بعيدا عن المزايدات السياسية والاستفزاز الذي يؤدي إلى تأجيج الصراع اللغوي والإقصاء. عصاد قال خلال مداخلته إننا اليوم مطالبون بالتأسيس للتواصل اللغوي عن طريق الانفتاح على الآخر واحترام كل طرف للثاني. ودعا المتحدث إلى "فتح عهد جديد للمصالحة مع الذات وتحقيق التواصل اللغوي"، مؤكدا أن ثم برنامج شراكة منتظرا بين الهيئات الدستورية الثلاث: المجلس الإسلامي الأعلى ومجلس اللغة العربية والمحافظة. وهذا لتجسيد المعنى الدستوري لترقية هذه اللغة. وقال وزير الشؤون الدينية الأسبق بوعبد الله غلام الله في مداخلته إن فضل العربية من فضل القرآن على الشعوب التي تبتنه، داعيا القائمين على تطوير اللغة الأمازيغية إلى الاستلهام من العربية بدل اللغات الأجنبية الساعية إلى عزل الجزائر عن إطارها التاريخي والحضاري، قائلا: "إن الشعوب التي تبنت العربية، ليس حبا في "قريش" بل لأنها لغة حافظ عليها القرآن والإسلام الذي يعتبر إسمنت الهوية الوطنية"..