أجمع المختصون في اللغة العربية خلال أشغال الندوة الوطنية الأولى المنعقدة بكلية الآداب والفنون بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، الأربعاء،على أن لغة الضاد فقدت مكانتها في السنوات الماضية كونها في حالة تراجع وانحسار لا انتشار مما حال دون تمكنها من مواكبة العصر والرقمنة. بالرغم من اعتبارها من أعرق وأكثر لغات العالم ثراء ومرونة وكذا استيعابا لعلوم العصر. وقد ناقش ثلة من الدكاترة خلال أشغال الندوة الوطنية الأولى المنعقدة حول اللغة العربية وتحديات العصر إحياء لليوم العربي، للغة المصادف الفاتح مارس الجاري، واقع ومستقبل لغة الضاد، معربين عن قلقلهم وهواجسهم من الفقدان التدريجي للتراث اللغوي. وأرجع المختصون سبب ما آلت إليه لغتهم إلى المجهودات، المبذولة من قبل الناطقين بها مقابل تحديات عديدة ترفعها الوسائط الالكترونية، وتضعها أمام جيل فقد موروثه اللغوي. كما تطرق المشاركون أيضا إلى مدى هشاشة لغة الإعلاميين التي وصفوها باللغة المتوسطة، لأنها قريبة من اللغة العربية الفصحى وبعيدة قليلا عن الدارجة. ومن جهتها أكدت الأستاذة نزهة خلفاوي، باحثة في المركز الوطني للبحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية على ضرورة مساعدة الإعلاميين الذين يجتهدون في تقديم لغة سليمة من خلال تفعيل بعض الإنجازات كالمجلس الأعلى للغة العربية، الذي وضع دليلا لغوي ا تحت تصرف الإعلاميين، ناهيك عن عقد دورات تكوينية للإعلاميين على أن تكون أثناء الخدمة قصد استدراك العجز المسجل على مستوى اللغة، مضيفتا بأن المشكل لا يقتصر على الأخطاء الإملائية والنحوية، بل المشكل مرتبط بجهل الإعلاميين لمعاني الكلمات التي أصبحت توظف في غير مكانها مما يؤثر على السياق العام للجملة.