تمكنت فرقة مراقبة النوعية وقمع الغش لمفتشية الحدود لمديرية التجارة لولاية وهران، الثلاثاء، من إحباط محاولة تهريب حاويتين مشحونتين ب 44 طن من مواد تجميل تفتقد لإجراءات الوسم القانونية، وقبلها بنحو 5 أيام قامت فرقة أخرى من ذات الجهاز بعملية مماثلة قدر فيها حجم الحجوزات ب 34 طنا من مختلف أنواع وماركات مواد التجميل والتنظيف البدني، وهذا على مستوى الميناء الجاف لشركة النقل البحري سياما الكائن بمنطقة حاسي لبيوض ببلدية سيدي الشحمي، ليصل المجموع في ظرف أسبوع واحد إلى 78طن. وحسب مصدر الخبر الموثوق، فإن الأمر يتعلق بسلع تخص متعاملا اقتصاديا معروفا بنشاطه في مجال التجارة الخارجية، وسبق له إدخال العديد من حاويات السلع المستوردة عبر ميناء وهران، لكن تفطن أعوان مراقبة النوعية وقمع الغش بمفتشية الحدود لمديرية التجارة لولاية وهران إلى وجود كميات كبيرة من منتجات لم تحترم فيها مطلقا شروط المطابقة القانونية المتعلقة تحديدا بالوسم باللغة الوطنية، والتي تم دسها ومحاولة إخفائها بطرق احتيالية داخل الحاويات الأربع المذكورة، قد انتهي بالكشف عنها وإخضاعها مباشرة للحجز النهائي، كما أوضح ذات المصدر أن المحجوزات تتمثل في أطنان من مساحيق وكريمات زينة وتجميل، إلى جانب عطور، مزيلات الروائح، شامبوهات وبلاسم، وغيرها كثير من منتجات الماكياج والتنظيف البدني التي تم استقدامها جميعا من دول الاتحاد الأوروبي. وتأتي هاتين العمليتين المتفرقتين، في ظرف حساس، كانت قد أعلنت فيه السلطات حربها الضروس ضد مافيا الاستيراد بالموانئ والحدود، وتفجرت في أعقاب ذلك جملة من فضائح تهريب الحاويات غير المطابقة، وقضايا أطاحت ببعض الرؤوس الكبيرة من رجال أعمال وإطارات في قطاعي الجمارك والتجارة، والتي أثبتت التحقيقات الأمنية التي كان ل"الشروق" السبق في نشر نتائجها الأولية، أن لها علاقة بقضايا تحويل العملة الصعبة ومخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، لكن وعلى الرغم من هذا المناخ المغشّى بقضايا الفساد تلك، والمتسم لدى البعض بالحذر في الوقت الحالي، إلا أنه لا يزال بالنسبة للبعض الآخر بمثابة اللا حدث، في وجود المزيد من محاولات التلاعب بالإجراءات الرقابية على مستوى موانئ وهران وغيرها من الموانئ التجارية عبر الوطن..