دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات للفارين من مدينة الموصل التي تحارب القوات العراقية لانتزاع السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). واستعادت القوات العراقية السيطرة على معظم أنحاء الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق من قبضة التنظيم المتشدد في عملية كبيرة انطلقت قبل ستة أشهر. وتقول الحكومة العراقية، إن 355 ألفاً على الأقل من السكان فروا جراء القتال ولا يزال هناك نحو 400 ألف مدني محاصرين داخل الحي القديم المكتظ بالسكان حيث تدور معارك في الشوارع منذ أسابيع. وقال غوتيريش للصحفيين أثناء زيارة لمخيم حسن شام وهو أحد مراكز الإيواء المكدسة بالمدنيين الفارين من القتال ويقع خارج الموصل "لا نملك الموارد اللازمة لمساعدة هؤلاء الناس". وبنت الأممالمتحدة والسلطات العراقية المزيد من المخيمات، لكنها تكافح لاستيعاب الوافدين الجدد وأحياناً تضطر أسرتان للعيش في خيمة واحدة. وقال غوتيريش: "للأسف لم يحصل برنامجنا إلا على ثمانية في المائة من التمويل (المطلوب)". واشتكى السكان لغوتيريش أثناء زيارته التي استغرقت نحو نصف ساعة من سوء حالة مياه الشرب وأوضاع المعيشة في الخيام التي تظهر فيها الفئران والحشرات. وقال عراقي يدعى صقر يونس فر من الموصل عندما وصل التنظيم إلى قريته في 2014 "نريد العودة إلى قرانا. لقد طفح الكيل". وأضاف صقر الذي يعيش في المخيم منذ أربعة أشهر قائلاً: "لو كنا قتلنا في القصف لكان أرحم". وعاد فارون كثيرون إلى منازلهم في المناطق التي انتزعت السيطرة عليها من التنظيم المتشدد، لكن السلطات لم تسمح بعودة البعض ومن بينهم صقر. واجتاح "داعش" نحو ثلث العراق في 2014 واستغل الشقاق بين السُّنة والشيعة الذي أضعف الجيش. واستعادت القوات العراقية السيطرة على معظم المدن التي سقطت في قبضة التنظيم وطُرد المتشددون من قرابة ثلاثة أرباع الموصل لكنهم ما زالوا يسيطرون على وسط المدينة. وتقدمت القوات الحكومية لمسافة تصل إلى 500 متر من جامع النوري الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم دولة خلافة في مناطق شاسعة من العراق وسوريا في جويلية 2014. ويعتقد أن البغدادي وقادة التنظيم الآخرين تركوا المدينة لكن مسؤولين أمريكيين يقدرون أن حوالي ألفي مقاتل ما زالوا داخل المدينة ويقاومون بنيران القناصة ويختبئون وسط السكان ويشنون الهجمات الانتحارية بالسيارات والشاحنات الملغومة على مواقع القوات العراقية. * * * * * * *