تتوفر ولاية بجاية على ثروة مائية هائلة، تقدر ب 244 ألف متر مكعب، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه حجم احتياجاتها 144 ألف متر مكعب، غير أن عديد القرى والبلديات، لا تزال تعاني العطش والندرة بسبب التسرّبات الكبيرة والإهمال. لم تتمكن ولاية بجاية بعد، من تحقيق الاستغلال الأمثل والتحكم في ثروتها المائية الهامة، والتي تفتقر إليها مناطق عدة من الوطن، بشكل ينعكس إيجابا ووفرة هذه المادة الحيوية في حنفيات السكان، بدليل أن 4 بلديات فقط من أصل 52 بلدية، تزوّد بنظام 24 ساعة على 24 ساعة، والأمر من هذا كله هو وجود بلديات هي منبع لهذه المادة الحيوية، لكنها تعاني العطش، على غرار عديد القرى ببلدية "توجة" المشهورة بمنابعها الطبيعية، وكذا بلدية "بوحمزة" التي تحتضن سد "تيشي حاف"، وهو المشكل الذي تم طرحه مند مدة طويلة، حين كان الوزير الأول وزيرا للموارد المائية. هذا الوضع الذي تعيشه الولاية يعود بالدرجة الأولى، إلى الإهمال الذي تعانيه المنابع الطبيعية بالولاية من جهة، حيث قرّر في هذا الشأن وزير الموارد المائية والبيئة "عبد القادر والي" خلال زيارة العمل والتفقد الأخيرة التي قادته للولاية إيفاد لجنة وزارية إلى بلدية "توجة" لإحصاء منابعها المتعددة، بهدف الاستغلال الأمثل لها، كما قرّر وضع متحف الماء ل "توجة" تحت وصاية الوكالة الوطنية للإدارة المتكاملة للموارد المائية، بدل بلدية "توجة"، ومن جهة أخرى، تلعب التسرّبات الكثيرة التي تعرفها الولاية دورا كبيرا في الوضع المعاش، والذي يخلّف حسب تصريحات سابقة للسلطات المحلية ضياع ما يقارب 50 من المائة من ثروتها، الأمر الذي يمكن الوقوف عليه خاصة على مستوى عاصمة الولاية التي لا تخلو شوارعها وأزقتها من البرك والأحواض المائية، بسبب الاهتراء الشديد الذي تشهده شبكة توزيع الماء الشروب بها، والتي تعود إلى الفترة الاستعمارية، وبالرغم من تسجيل مشروع لتجديد هذه الأخيرة منذ سنة 2011، إلا أن هذا الأخير لم ينطلق إلا خلال سنة 2016، وتبلغ نسبة تقدّم الأشغال به 69 من المائة. وزير الموارد المائية أشار خلال زيارته أن تسيير هذا المورد الحيوي سيسحب بصورة كلية من البلديات في غضون 2019 ليوكل إلى الجزائرية للمياه.