مرّت، الأحد، أربعة عشرة سنة عن سقوط بغداد في يد المحتلّ الأمريكي، وخلافا للوعود التي راح يلوكها جماعة "جورج دبليو بوش" إثر الاطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل "صدّام حسين"، ظلّ المشهد العراقي واحدا متوحدا: إخفاقات متعاقبة ومستنقع ملوث بروائح كريهة تراكمت فيها إفرازات الطائفية والفساد والإرهاب والتخلف والجهل والفقر. في راهن نازف مأزوم، تتواصل كوابيس العراقيين الذين دشّنوا مرحلة ما بعد صدّام ب "فضائح التعذيب في أبو غريب" وانتهوا منذ 2014 إلى بشاعة جرائم ما يسمى "تنظيم الدولة" (داعش). وعلى وقع مُنهك منذ سقوط العراق في البئر الأمريكي، فشلت وصفة "الاسلام السياسي الشيعي" في استخراج بلد الدجلة والفرات من أتون الفساد والدم والقتل والصفقات والخيانة والتصفيات الطائفية، ولم تنفع جولات التجميل التي سعى جمهوريو وديمقراطيو البيت الأبيض، واختيار "بوش" ل "المالكي" ثمّ استبدال "أوباما" ل "العبادي"، لم يُجد كل ذلك نفعا للتغطية على مهازل الديمقراطية المشوّهة التي بشّروا بها العراقيين غداة اجتياحهم بغداد فجر التاسع أفريل 2003. وبلسان الواقع ووفق إفادات مراكز البحث ودوائر التحليل، فإنّ الوضع متردِ في عراق الراهن سياسيا واقتصاديا وتعليميا وأمنيا وهلّم جرا، وسط انقسامات رهيبة تفاقست معها كيانات ومليشيات وحشود، وسط اقتراب الأكراد من الانفصال.