تزخر ولاية بجاية بمناظر طبيعية تسحر الأنظار، وتمتع الأعين بامتزاج زرقة البحر واخضرار الغابات والجبال الشامخة، ناهيك عن المعالم التراثية التي تستقطب أعدادا هائلة من السياح من جل ربوع الوطن وحتى الأجانب والمغتربين الذين أولعوا بثروة المنطقة وطبيعتها التي تنعش النفوس، عبر شواطئها الممتدة على مسافة مائة وعشرين كيلومتر طول الساحل البجاوي، من كاب سيقلي بالجهة الغربية إلى ملبو بأقصى الساحل الشرقي للولاية. فإلى جانب السياحة البحرية التي أكسبت الولاية شهرتها، فإن السياحة الجبلية أصبحت مع مرور الوقت قِبلة للعديد من الفضوليين والسياح، بالنظر إلى ما تفرزه من أجواء استجمامية بعيدة عن ضوضاء المدينة. ومن أجمل المواقع السياحية التي تتوفر عليها بجاية، نجد الحظيرة الوطنية لڤورايا، والتي تتوفر على محمية طبيعية متكاملة تمتد على مساحة كبيرة فوق مرتفع جبلي، تحتوي على ثروة غابية معتبرة على رأسها كاب كاربون ذو المرتفعات الصخرية التي تمثل ديكورا منحوتا يطل على زرقة البحر، ومنارته التي تعتبر من أكبر منارات العالم. ورغم كل هذه المؤهلات إلا أن الوافدين إلى هذه المواقع يكتشفون أيضا مدى الإهمال التي طالت هذه الكنوز الطبيعية، فبالإضافة إلى الانتشار الرهيب للقاذورات في كل مكان وبكل أنواعها، على رأسها قوارير الجعة والخمر، فإن وضعية المسالك التي تربط بين تلك المواقع السياحية أضحت هي الأخرى تهدد سلامة السياح وتعرض حياتهم للخطر، على غرار الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها الممر الجبلي الذي يربط بين كاب كاربون وزيڤواط بالحظيرة الوطنية لڤورايا جراء تساقط الحجارة وانزلاق جوانب هذا الممر، الأمر الذي تسبب في تشكل ثقب وفراغات وسط الطريق، كما تفتقد العديد من المقاطع بهذا المسلك إلى حواجز السلامة، الأمر الذي يهدد سلامة السياح ويعرض حياتهم للهلاك، ولأن الوضع جد خطير فإن تدخل المعنيين أضحى أكثر من ضروري من أجل إصلاح هذه الممرات التي يستعملها الآلاف من السياح، حيث يبقى أملهم معلقا في تحرك المعنيين لترميم المكان ووضع حواجز واقية لتفادي سقوط الزوار من مرتفعات جد عالية قد تودي بحياتهم.