من الندوة الصحفية التي عقدها بوشارب في كان بن عيسى ل " الشروق " : " الجزائر سباقة في صنع المعجزات السينمائية وشارون ستون تشهد " خيم أمس صمت غريب بقاعة الموڤار مباشرة بعد رفرفة العلم الجزائري فوق مواكب عرس الاستقلال التي أعلنت نهاية فيلم "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب. * وتحفظ الجميع عن الكلام لدقائق حتى بدوا كالمصدومين في الرائعة السينمائية التي لخصت بذكاء ومن خلال قصة عائلة سطايفية حقبة تاريخية حساسة بالنسبة للجزائريين والفرنسيين معا، الفيلم الذي أماط اللثام عن الكثير من الحقائق التاريخية التي ظلت مدفونة وقدمها عارية من أي ماكياج وخالية من أي تحوير أو تزوير، استطاع أن يبكي جل من حضر العرض الشرفي، وكأنه الفيلم الأول الذي تناول بشاعة الاستعمار الفرنسي وشجاعة الجزائريين وتعاطف بعض الفرنسيين . * وعكس ما ذهب إليه اليمين المتطرف في فرنسا، فالفيلم الذي لم يرحم الاستعمار وأدانه بالأرشيف والسيناريو لم يصور أيضا جبهة التحرير الوطني ملاكا ولا قدم الثورة على أنها القداسة المطلقة. وإنما تعمد إحداث توازن سياسي مطلوب سيخرس اليمين في فرنسا والشرق والغرب والوسط والجنوب في الجزائر . * اقتربت الشروق من بعض أبطال العمل ممن لم يحظوا بدعوة إلى مهرجان "كان" فعبر الفنان احمد بن عيسى الذي أدى دور الوالد عن إعجابه بمستوى الفيلم ككل، وعن فخره بالمشاركة فيه مع تسجيله لبعض التحفظات على السيناريو وأضاف "على كل حال الجزائر لطالما كانت سباقة في صنع المعجزات السينمائية، فقد دهشت شارون ستون مني وصونيا عندما دخلنا حاملين العلم الجزائري غير آبهين بطابور المتوافدين عليها على البساط الأحمر " . * أما عزيز عكروني الذي أدى دور أحد ممثلي الآفلان في فرنسا فأشاد بقدرة رشيد بوشارب على الاستثمار في طاقات الممثلين وتفجير مكنونات مواهبهم. كما أكد أن الإمكانيات التي رصدت للفيلم كانت كبيرة وضخمة لدرجة أن الميترو الذي كان يستعمل يومها، أعيد استخدامه، إضافة إلى السيارات الألمانية وغيرها من العوامل التي أعطت مصداقية تاريخية للأحداث. خرج الجمهور متفائلا ومتحمسا ليوم حفل إعلان الجوائز يحذوهم أمل التتويج بالسعفة الذهبية لتكون الثانية في تاريخ السينما العربية بعد سعفة حمينة.