الأحياء الجامعية باتت مصدرا للاأخلاقيات كثيرة قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية إن وزارته حاولت أن تفرض غلق الأحياء الجامعية للبنات في وقت مبكر. * المنظمات الطلابية للشروق: الغلق المبكر للأحياء لن يمنع الرذيلة * * إلا أن فئة من الطالبات تصدين بشدة للوزارة والديوان الوطني للخدمات الجامعية عندما حاولت الإدارة إلزامهن بالدخول مبكرا واحترام مواعيد غلق البوابة الرئيسية للأحياء الجامعية الخاصة بالجامعات. * واعترف حراوبية في تصريحات عبر حصة منتدى التلفزيون ضمنيا بانتشار مظاهر الفساد الأخلاقي والرذيلة في محيط الإقامات الجامعية، حيث استرسل يقول عندما سئل عن تفشي الرذيلة والفساد الأخلاقي في الإقامات الجامعية للبنات "هذه الأمور تعتبر أخلاقية بالدرجة الأولى ولا يمكن فرضها بالقوة، لأنها تتعلق بالإلتزامات الشخصية والحريات الفردية للأشخاص"، وحسب الوزير فإنه يفترض على الطالبات أن يتحلين بالأخلاق الحسنة من تلقاء أنفسهن، لأن هذا الأمر مرتبط بالآداب العامة والتربية، وليس على الوزارة أو الإدارة أن تتدخل لفرض ذلك. * وقد أثارت تصريحات وزير التعليم العالي حول الوضع في الإقامات الجامعية للإناث ردود فعل متباينة ومتضاربة في الوسط الطلابي ولا سيما المنظمات الطلابية. * وردا على تصريحات الوزير، دافع الأمين العام للإتحاد العام للطلبة الجزائريين سفيان خالدي في اتصال مع "الشروق اليومي" عن الطالبات المقيمات في الأحياء الجامعيات قائلا "أنه لابد على الجميع أن يعلم أن أي قرار يصدر في شكل اضطهاد وقمع للحريات دون مشاورات مع الطلبة يلقى الرفض لدى مجموع الطلبة والطالبات، لأنه بعيد عن الدراسة الموضوعية"، مضيفا "أن غلق الإقامات الجامعية مبكرا يؤدي إلى مشاكل نفسية ويجعل ظروف إقامة الطالبات في الأحياء الجامعية أصعب مما هي عليه". * وفي نفس السياق حرص المتحدث على التوضيح بأنه "في حال فرض قرار غلق الإقامة الجامعية مبكرا، فإن هذا القرار سيطبق على جميع المقيمات من جميع الأصناف والذهنيات ويشمل القرار ذوات الأخلاق الحميدة وذوات الأخلاق السيئة بحجة الحفاظ على الأخلاق، لكن في الواقع أن ذوات الأخلاق السيئة يمكنهن ممارسة الرذيلة خارج الأحياء الجامعية، ويتعاطين المخدرات خارج الإقامات كذلك، ولن يمنعهن قرار الغلق المبكر للإقامات عن ذلك، لأنهن لسن بحاجة للإقامة الجامعية ليفعلن ذلك، ولذلك فإن المتضرر الوحيد من مثل هذا القرار سوف يكن الطالبات الملتزمات المحافظات". * ويضيف المتحدث بأن "الحل الوحيد هو تنظيم الإقامات الجامعية بالداخل وليس بالخارج، لأن الظروف الداخلية السيئة للطالبات هي التي تدفعهن إلى الخروج والسهر ليلا بحثا عن قضاء وقت أفضل خارج الإقامة، طالما أن الظروف المتوفرة داخل الإقامة لا توفر لهن أدنى حد من الراحة"، واستدرك المتحدث كلامه قائلا "لست ضد غلق إقامة البنات مبكرا، لكن من المفروض أن لا تغلق الجامعة الجزائرية أبوابها إلا في حدود العاشرة، لأن الطلبة لديهم وقت فراغ من السادسة إلى غاية العاشرة وبإمكانهم استغلال هذا الوقت للتنقل إلى مكتبات المعاهد والدراسة وتحضير مذكرات التخرج ورسائل الماجستر والبحوث"، مضيفا بأن قرار غلق إقامات الإناث يقصد به محاربة فئة قليلة من الطالبات المنحلات، لكنه ينعكس سلبا على الأغلبية الساحقة من الطالبات المحافظات والنجيبات". * وأضاف سفيان خالدي "عندما نتكلم عن غلق الإقامة الجامعية على الثامنة أو التاسعة، ثم يطبق هذا القرار على بعض الطالبات في وقت يسمح للأخريات بالدخول والخروج في حدود العاشرة ليلا وما فوق فتلك هي المشكلة الحقيقية، لأن القرار سوف يصدم الطالبات المحافظات". * * الطالبات: "الغلق المتأخر للإقامات يسيء للجامعة ويخدم مصلحة الانتهازيين" * طالبت غالبية طالبات الإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون بالغلق المبكر لأبواب الإقامة الجامعية في ظل تزايد المظاهر اللاأخلاقية في الفترة الليلية، حيث يشهد مدخل الإقامة حركة متسارعة لوقوف السيارات التي تقل وتنزل الطالبات في وقت متأخر من الليل، ناهيك عن المواعيد الغرامية التي باتت مشهدا مألوفا على عتبة الإقامة الجامعية، حيث تخرج الطالبات من أبواب الإقامة حوالي الساعة السادسة مساء بعد عودتهن من مقاعد الدراسة. * فمنهن من يجلسن في الخارج وهن باللباس الرياضي أو المنزلي، كما يلجأ البعض الآخر الى التفسح في السيارات مع "مجهولين" ويرجعن في أوقات متأخرة تفوق الوقت الرسمي لغلق الإقامة، وانتقدت الطالبات كلام الوزير الذي احتج في الغلق المتأخر لأبواب الإقامات الجامعية برغبة الطالبات في ذالك ومعارضتهن على الغلق المبكر الذي يتعارض مع مصالحهم، حيث قلن "متى كانت الوزارة تأخذ برأي الطلبة في تسيير أمور الجامعة إلا في ما يتعلق في تشجيع الأمور اللاأخلاقية وتشجيع الرذيلة على عتبات الإقامات الجامعية". * كما طرحت بعض الطالبات اشكالية تردي خدمات الإطعام والمرافق الضرورية داخل الإقامات مما يدفع بالطالبات لاقتناء لوازمهن خارج الإقامات في ظل غياب المحلات التجارية في العديد من الإقامات الجامعية، وتجدر الإشارة أن طالبات الإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون استحسن قرار الإدارة مؤخرا الذي حدد توقيت غلق الإقامة على الساعة الثامنة بدل التاسعة مساء.