أكد رئيس مؤسسة ترقية الصحة وتطوير البحث "فورام"، البروفيسور، مصطفى خياطي، الخميس، أنه من الصعب تحديد العنف ضد الأطفال بالجزائر لأنه يقع "بين أربعة جدران" فضلا عن إحاطته "بصمت عائلي". وأوضح خياطي في برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، أنه استنادا لأرقام رسمية للشرطة فقد تم تسجيل نحو 6193 حالة عنف ضد الأطفال خلال عام 2016، مشيرا إلى أن بينها 1.695 حالة عنف جنسي، فضلا عن 50 ألف حالة سوء المعاملة، و"هي أرقام رغم ضخامتها إلا أنها لا تعبر عن حقيقة الواقع" على حد تعبيره. ووفقا لدراسة أجرتها اليونسيف بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتضامن الوطني، فإن حوالي 86 بالمائة من أطفال الجزائر هم ضحايا عنف عائلي لوضعيات "من الصعب تحديدها أو التنديد بها". وأبدى المتحدث أسفه لغياب جهود التحسيس من قبل الأولياء وأيضا للفراغ القانوني حيال ظاهرة سوء معاملة الأطفال. وأضاف البروفيسور خياطي، بأنه حان الوقت لتنشيط أجهزة الاستماع والتوعية للأسر المعنية، وذلك من أجل تجنب تكرار ممارسة العنف ضد الأطفال من قبل هؤلاء بعد بلوغهم، مستشهدا بما حدث خلال العشرية السوداء، مؤكدا أن الأطفال الذين كانوا ضحايا العنف خلال تلك الفترة أو عانوا منها ولم يتم التكفل بهم خصوصا من الجانب النفسي عادوا فقاموا بنفس الممارسات والعنف ضد أطفال آخرين بمجرد بلوغهم. ويرى المتحدث أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مصدرا رئيسيا لنشوء العنف لدى الطفل، داعيا أولياء الأطفال إلى مراقبة أبنائهم خلال مرورهم لهذه المواقع الافتراضية.