انقضى اجتماع الثلاثية (الحكومة، المركزية النقابية والباترونا) الذي احتضنه قصر الحكومة، الأحد، في هدوء، ولم يتسرب منه ما يشير إلى حدوث ما تضمنته التسريبات المتواترة خلال الأيام الأخيرة، حول احتمال تحول هذا الموعد إلى أزمة بين الأطراف الثلاثة. وجرى الاجتماع في لقاء مغلق، وهو ما حرم رجال الإعلام من الوقوف عند طبيعة العلاقة بين الحكومة من جهة، والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، من جهة أخرى. غير أن بعض التسريبات قالت إن الاجتماع جرى في هدوء، ولم تخرج محاوره عن جدول الأعمال المحدد سلفا، والمتعلق بالتحضير لاجتماع الثلاثية المرتقب في 23 سبتمبر المقبل، أما الجدل الذي أثير في أعقاب حادثة المدرسة العليا للضمان الاجتماعي وما أعقبها من إعذارات وجهت ل"مؤسسة أشغال الطرق والري والبناء"، المملوكة من قبل رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، فقد ترك جانبا. واقتصر ما حصده الصحافيون على ما صرح به عبد المجيد تبون وزعيم المركزية النقابية، فالوزير الأول طلب من شركائه في الثلاثية تحضير مقترحاتهم لموعد 23 سبتمبر المقبل قبل نهاية الشهر الجاري، حتى يتسنى ضبط جدول أعمال هذه الدورة، التي اختير لها أن تعقد في غرداية، لعدة اعتبارات حددها الرجل الأول في الحكومة، في رغبة الجهاز التنفيذي في دفع عجلة التنمية في هذه المنطقة من جنوب البلاد، والتي تتوفر على إمكانيات النهوض خاصة في قطاع الفلاحة، إن تعلق الأمر بالبعد البشري أو المالي أو الطبيعية، فضلا عن اعتبار آخر قد يكون له علاقة بالأحداث "المؤسفة" التي عاشتها هذه المنطقة قبل نحو سنتين، في إشارة من الحكومة إلى أن الأزمة تم طيّها. من جهته، أمين عام المركزية النقابية، سعى جاهدا لتبديد كل ما أشيع عن وجود توتر في علاقته وعلي حداد، مع تبون، عندما قال: "لقد كان اللقاء الذي جمعنا بالوزير الأول ثريا ومثمرا، تم خلاله مناقشة المراحل التي قطعها العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي الموقع في سنة 2014، والذي يستهدف بناء اقتصاد وطني وفق الرؤية التي أكد عليها الرئيس بوتفليقة". وقد حاول سيدي السعيد تبرئة ذمته من كل القراءات التي ذهبت لاعتبار البيان الذي وقعه في فندق الأوراسي، تمردا على الولاء الذي لطالما حرص الرجل على إظهاره لمعسكر الرئيس ووزيره الأول، ولعل في الصورة التي ظهر فيها سيدي السعيد إلى جانب شقيق الرئيس ومستشاره، السعيد بوتفليقة وعلي حداد، في جنازة رئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، أمس، رسالة للمشككين في علاقة الرجلين بمحيط الرئيس. وينسجم هذا مع تأكيد الرجل الأول في المركزية النقابية حول ما جرى في الاجتماع التحضيري للثلاثية، حيث أكد أنه "جرى في جو ساده التفاهم الودي والانسجام خلف برنامج الرئيس بوتفليقة وحكومته"، التي وضعت بين أهدافها، تسريع مسار الإصلاحات الاقتصادية والتطور الصناعي وتحسين مناخ الأعمال والمنظومة الصحية والحماية الاجتماعية وولوج عالم الشغل وتحسين القدرة الشرائية والأمن الطاقوي، كما ينص على ذلك العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي.