لازالت فرق الإطفاء التابعة للحماية المدنية بقالمة، المرابطة منذ أسبوع كامل بغابة جبل بني صالح، تواصل عملية إخماد ألسنة النيران المشتعلة في المنطقة منذ عدّة أيام. وقد وجد أعوان الحماية المدنية المدعومين بأعوان محافظة الغابات صعوبة كبيرة في القضاء على سلسلة الحرائق التي دمرّت أجزاء هامة من الغابة ومن المحمية، بسبب عدّة عوامل، صعبّت من تدخلها خاصة ما يتعلق منها بصعوبة التضاريس الجبلية وسط الغابة، وسرعة الرياح الجنوبية التي ساهمت في انتشار النيران على جبهات مختلفة، وتأجيج لهيبها، في أرجاء الغابة، خاصة على خط النار بجبل الكودية بين ولايتي قالمة والطارف. وقد تم تدعيم فرق الحماية المدنية المتواجدين لأكثر من أسبوع في المنطقة محاولين التحكم في الحرائق، بالرتل المتنقل لولاية عنابة قبل وصول الدعم من ولايتي أم البواقي وباتنة، ليقرر وزير الداخلية والجماعات المحلية، أمام ارتفاع حصيلة النيران المشتعلة وهولها والتي لم تشهدها ولاية قالمة منذ عدّة عقود، إرسال الرتلين المتنقلين للدعم بولايتي تيارت وغليزان، لتدعيم الإمكانيات المدنية والبشرية المسخرّة لإخماد النيران المشتعلة في المنطقة، والتي وصلت حتى إلى داخل المحمية الطبيعية التي توجد بها عدّة أصناف من الطيور النادرة وبعض الحيوانات المهددة بالانقراض، على غرار الأيل البربري. وفي الوقت الذي لم تذكر فيه مصالح الحماية المدنية في بيانها الصادر، الأحد، حجم الخسائر التي خلفتها النيران المشتعلة في المنطقة، والتي سخرت لها السلطات إمكانيات هائلة لمجابهتها، إلآّ أنها أكدت أن نحو ثلاثة ألاف هكتار من الأدغال والأحراش وأشجار الزان والفلين أتت عليها النيران على مدار أيام الأسبوع، وهو ما وُصف بالكارثة الكبرى والأعنف منذ الاستقلال. وفي ظلّ ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت أقصى مستوياتها يواجه أعوان الحماية المدنية ومحافظة الغابات، صعوبات كبيرة لإخماد الحرائق المشتعلة والتي قد تأتي على ما تبقى من الثروة الغابية التي تعتبر رئة ولاية قالمة والولايات المجاورة. وفي ظلّ حجم الخسائر التي لم يتم تحديدها بعد إلى حين الانتهاء، من عملية الإخماد النهائي للنيران، تبقى جمعيات حماية البيئة مطالبة بالتدخل العاجل للتنديد بالوضع السائد ومساعدة السلطات العمومية في مجابهة الوضع والذي أصبح ينبئ بحدوث كارثة حقيقية وتعرية الغطاء الغابي والنباتي بالولاية التي أصبحت أكثر من أي روقت مضى مهددة بالتصحر.