كشف قدور محمصاجي، في ندوة الجوائز الأدبية بالمكتبة الوطنية، عن وثيقة تاريخية في شكل قصيدة كتبها محمد العيد أل خليفة تعود إلى 1966 وجهها محمد العيد إلى هيئة اتحاد الكتاب غداة تتويجه بأول جائزة أدبية في الجزائر مناصفة مع محمد ديب، القصيدة التي احتفظ بها محمصاجي مدة 41 سنة منحها للمكتبة الوطنية وقد قرأها مدير المكتبة الدكتور أمين الزاوي. * وقد كشفت القصيدة التاريخية المستوى الذي كان فيه اتحاد الكتاب الجزائريين من مستوى الوعي والاحتراف الأدبي والثقافي، والذي ضم في صفوفه مختلف أطياف الثقافة الجزائرية من المعربين * * والمفرنسين والشيوعيين واللبراليين في مزيج كشف ثراء الثقافة الجزائرية وتفتح المثقفين آنذاك، حيث عاد محمصاجي بالحضور إلى بدايات الاستقلال، حيث فكرت الجزائر في إنشاء أول جائزة أدبية بينما كانت بعض دول الخليج التي تتزعم اليوم الحركة الثقافية تنام على الرمال، لكن للأسف المسار الذي بدأته النخب في بدايات الاستقلال بوسائل بسيطة أجهض، حيث كان مبلغ أول جائزة منحت آنذاك مناصفة لرمزين من رموز الثقافة الجزائرية المعربين والمفرنسين ما قيمته مليون دينار بعملة اليوم. في الذات الندوة التي تناولت إشكالية الجوائز الأدبية العربية بين خدمة الأدب والدعاية للجيهات الراعية لها، رافعت رئيسة رابطة كتاب الاختلاف أسيا موساي عن الاتجاه العربي للجائزة وردت على انتقادات القاعة حول ما سمي بإقصاء النقاد الجزائريين من لجنة التحكيم لا يعود إلى قلة الثقة في الكفاءة الجزائرية بقدر ما يعود إلى رغبة في إضفاء مصداقية على الجائزة وتجاوز إشكالية المحسوبية والطعن في لجان التحكيم لأن المهم في أي جائزة حسب المتحدثة هو المصداقية التي تتوفر عليها. وأضافت أن جائزة مالك حداد استطاعت أن تعرف بالأدب الجزائري الجديد في المشرق، لأن لجنة التحكيم تتنقل كل سنتين من دولة عربية إلى أخرى. * ودعت المتحدثة في نفس السياق، إلى عم الجائزة وجعلها جائزة جزائرية في مستوى الجوائز العربية. كما كشفت موساي أن الجائزة التي تمت مضاعفة قيمتها المالية مستمرة ومن الجزائر. من جهة أخرى ترافعت المديرة التنفيذية للبوكر العربية جمانة حداد التي شاركت في الندوة عبر الهاتف من لبنان عن البوكر العربية وقالت إن الجائزة التي تستند إلى الشراكة مع إحدى أعرق الجوائز العالمية »البوكر البريطانية« استطاعت أن تكتسب سمعة دولية أيضا، استنادا إلى لجنة التحكيم التي تبقى سرية دوما تقول جمانة لإضفاء المصداقية على الجائزة. ولا ترى حداد مانعا إذا كانت الجائزة الأدبية تروج للجهة الراعية لها، لأن هذا تحصيل حاصل منذ جائزة نوبل، تقول الشاعرة والمترجمة اللبنانية، التي تؤكد أن مصداقية الجائزة شيء مهم جدا، لذا تقوم البوكر العربية على احترام معايير الشفافية من خلال مجلس أمناء الجائزة.