بإجرائه مساء أول أمس المباراة الودية الثانية والأخيرة وبفوزه المعنوي وغير المقنع أمام منتخب الإمارات يكون المنتخب الوطني الذي حل هذا الصباح بمدينة دوربان الجنوب إفريقية قد دخل مباشرة لب الموضوع، ولا تفصله عن المباراة الأولى والمصيرية أمام منتخب سلوفينيا سوى بضعة أيام. * رفاق القائد يزيد منصوري والحقيقة تقال لا زالوا لم يصلوا إلى المستوى المطلوب الذي يريده منهم الشعب الجزائري، ففي مباراة يوم السبت أمام الإمارات العربية وحتى وإن فازوا بهدف يتيم إثر كرة ثابتة، إلا أن المردود لا يبشر بالخير، وهو الإنطباع الذي خرج به الناخب الوطني بنفسه لما صرح قائلا للصحفيين أنه لاحظ نقاط ضعف كثيرة في الفريق، لكنه رفض الخوض فيها وكشفها، بل رأى أن الأفضل أن يتركها لنفسه حتى يحاول تصحيحها قبل المباراة الأولى من المونديال. * * دفاع مرتبك وأخطاء كثيرة في المحور * والحقيقة التي لم يختلف بشأنها اثنان أن دفاع المنتخب الوطني كان أكثر الخطوط تهلهلا، ولم يقدم أي شيئا يقنع، لا سيما في الوسط وعلى الجهة اليمنى، حيث كان الإرتباك واضحا بين الثنائي حليش وعنتر يحيى بسبب الإفراط الكبير في الثقة * وعودة عنتر إلى المنافسة بعد عدة أسابيع من التوقف، الشيء الذي أثر على الإستقرار الدفاعي، وما يبعث على التخوف أكثر أن الدفاع الجزائري لم يواجه أي هجوم قوي من الجهة المقابلة لأن إسماعيل مطر المعروف بتوغلاته ومهاراته الفنية العالية كان تقريبا ظلا لنفسه شأنه في ذلك شأن كل المنتخب الإماراتي الذي يرى المحللون أنه لا يمكن اعتباره مقياسا حقيقيا للحكم على مدى تحسن آداء الخضر قبل أيام قليلة من انطلاق أكبر تظاهرة كروية عالمية. * * بوقرة خارج الإطار تماما وبلحاج أحسن المدافعين * وفي ذات السياق لا يفوت أن نذكر بالمردود الهزيل الذي قدمه "الماجيك" في هذه المباراة، حيث وبشهادته لم نر بوقرة الحقيقي، بل لاعب ازداد وزنه بشكل يخيف قبل مواجهة جيرار، روني ونجوم إنجلترا وحتى الكرة عجز في عديد المناسبات التحكم فيها وكأنه ضيّع توازنه كلية، فالوقت مناسب جدا له وللناخب الوطني لتصحيح ما يمكن تصحيحه، لأن منطق الكرة والمستوى العالي لا يرحم، فحتى الإنتصار أمام الإمارات المشكل من جل العناصر الشابة التي شاركت قبل أقل من عام في بطولة العالم للشباب التي جرت بالقاهرة، أي أن المعيار الحقيقي للحكم على مدى تحسن آداء التشكيلة الوطنية غير هذا الذي شاهدناه في نورمبرغ. * * العقم الهجومي اللغز الذي استعصى حله * والملاحظ كذلك من خلال مباراة يوم السبت أن هجوم النخبة الوطنية لا زال في سبات عميق وكل حلول تحريكه وإعادته إلى السكة الصحيحة باتت غائبة، وسعدان أيضا رد على سؤال أحد الزملاء أنه لو كان يملك الحل لذلك لجربه، لكن ما في اليد حيلة في نظر الناخب الوطني الذي لم يفهم مثلما صرح للصحفيين بعد المباراة ما يحدث للثنائي جبور وغزال، لأن المحاولات حاضرة والتجسيد غائب، فما الفعل إذن؟ المهم هناك ثمانية أيام بين أيدي الطاقم الفني واللاعبين أنفسهم لتحديد موطن الداء لعلاجه إن تمكنوا طبعا * * لحسن مصدر استقرار، ومنصوري يعاني * أما على مستوى خط الوسط فالمنتخب الوطني بشهادة كل من تابع المباراة سواء على الشاشة الصغيرة أو في الملعب يبدو وأنه تخلص من مشكل غياب التنظيم في اللعب هو الذي يضم حاليا في صفوفه لاعب اسمه مهدي لحسن الذي لا يعرف معنى الفوضى في اللعب بل يعتمد على الإسترجاع والتمرير بسرعة بعيدا عن الإضافات التي تضر أكثر مما ينفع وبعودة حسان يبده المصاب يكون خط الوسط قد بلغ أعلى درجات الإحترافية والتنظيم والكرة ستنتقل إلى مرمى الهجوم فقط طالما أن هذا الثنائي يعي مايقوم به. * أما في الجهة المقابلة فالقائد يزيد منصوري لم يعد يتناسب مع وتيرة اللعب الجديدة ومردود لاعبي سانتاندير وبورتسمونث قد يعصف به نحو دكة الإحتياط، وهي الرسالة التي وجهها له الأنصار لما صفروا ضده لدى خروجه والتي جعلته يدرف دموع الحزن من ذلك التنكر لما قدمه طيلة عشر سنوات للمنتخب الوطني، لأن الناس الذين صفروا عليه يرفضون مشاهدته فوق الميدان مستقبلا مع الخضر. * * صايفي الحاضر الغائب وزياني عائد تدريجيا * وكم كنا نرى في دخول صايفي الحل الأمثل لعقم الهجوم هو الذي كثيرا ما فك الألغاز، غير أن دخوله كشف لنا أن صايفي المواسم الماضية ليس ذاك الذي شاهدناه هذا الموسم، وفي مباراة أول أمس، * ولا يمكن أن نطالبه بأكثر من طاقته الحالية في المونديال عكس مسجل الهدف وصانع ألعاب الخضر كريم زياني الذي أثبت مرة أخرى أن روح التحدي قد توصل صاحبها لتجاوز كل العقبات وتحقيق المعجزات، رغم أن لاعب فولسبوغ الألماني لم يظهر أكثر من ستين دقيقة قبل أن تظهر عليه مؤشرات التعب.