لم يفوت بعض التجار اللاهثين وراء تحقيق الربح وجني الأموال بمختلف السبل والطرق فرصة الدخول المدرسي لتحقيق هدفهم، مستغلين كثرة الطلب على بعض اللوازم المدرسية وندرتها مثل أغلفة الكراريس، ليشترطوا بيعها مع الأدوات وليس بمفردها.. وهو التصرف الذي أغضب التلاميذ وأولياءهم كثيرا. ويفرض المعلمون والأساتذة على التلاميذ ألوانا محددة من الأغلفة لكراريسهم، فيختار لكل مادة لون غلاف محدد خاص به وقد يتعرض التلميذ لعقوبة في حال مخالفته طلباتهم. وتعرف الأغلفة وخصوصا بعض الألوان ندرة في هذا الدخول المدرسي. وهو ما دفع ببعض التجار وأصحاب المحلات إلى رفض بيعها بمفردها دون باقي الأدوات المدرسية. وأكد لنا أحد أولياء التلاميذ الذي قصد محلا لبيع المستلزمات المدرسية بحسين داي لاقتناء غلاف أخضر، أنه زار الكثير من محلات العاصمة فلم يعثر على هذا اللون بالتحديد، مضيفا أن أحد الباعة كان متوافرا لديه في المحل لكنه رفض بيعه له بحجة ضرورة شراء الأغلفة مع الأدوات المدرسية، فهو لا يبيعها لوحدها، وهو ما لم يهضمه محدثنا الذي رفض بشدة الانصياع إلى طلبات التاجر وقرر مغادرة المحل وخوض رحلة بحث إلى حين العثور على طلبه. نفس الحادثة تكررت مع أولياء وتلاميذ آخرين وجدوا أنفسهم رهائن جشع التجار منهم من وجد نفسه أمام ضغط شديد ولابد له من الرضوخ إلى طلبهم. تقول إحدى السيدات: طالبني أبنائي الثلاثة بألوان محددة من الأغلفة اشترطها عليهم معلموهم في الابتدائي، وكما تعلمين يراقبون باستمرار الدفاتر والألوان. ولأنني لم أعثر على الألوان التي حددها لهم المعلمون عاودت شراء كراريس جديدة إضافية من أحد المحلات التي لا تبيع الأغلفة بمفردها كي يتسنى لي تأمين طلب أبنائي. ولم يخف أصحاب الأدوات المدرسية الذين التقينا بهم وتحدثنا معهم رفضهم لهذا الأسلوب الابتزازي الذي بات يتعامل به بعض التجار الذين لا هم لهم سوى جني المال وتحقيق الربح السريع، ودعوا الوزارة الوصية إلى التدخل ووضع حد للتجاوزات والنشاطات غير القانونية والمسيئة إليهم.