كشف تحقيق ميداني قامت به المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أن ثلثي الجزائريين يتعاطون الأدوية دون استشارة الطبيب، ويتعلق الأمر بالأمراض المعروفة والعرضية الأكثر انتشارا لدى المواطنين في مقدمتها الزكام، الإسهال، الحمى، آلام الحلق، الحساسية، آلام البطن، آلام الظهر، الإرجاع، أمراض العيون والأنف والأذنين والحنجرة. وفي هذا الإطار، أكد رئيس المنظمة الدكتور مصطفى زبدي أن الدراسة اعتمدت بالدرجة الأولى على سبر آراء وطني شمل الكثير من الولايات التي تمثل مختلف مناطق الوطن، كما اعتمد التحقيق حسب محدثنا على عينة عشوائية مست مختلف الشرائح والأعمال والمستويات الثقافية والاجتماعية، وكانت نتيجة الاستجواب صادمة، حيث أكد ثلثا المستجوبين أي ما يقارب 70 بالمائة أنهم يتناولون أدوية الأمراض المعروفة دون استشارة الطبيب، وذلك لعدة أسباب أولها ارتفاع قيمة الفحص الطبي التي تتراوح ما بين 800 و1500 دج للأطباء العامين والخواص، ما يدفع المريض إلى التفكير في توفير هذا المبلغ وشراء الدواء مباشرة من عند الصيدلي، معتمدا على تجربته في علاج الأعراض المرضية أو استشارة الأصدقاء والأقارب. وانتقد مصطفى زبدي تساهل الصيادلة في بيع الأدوية دون وصفات طبية، ما يعرض المرضى للخطر، خاصة أن أغلب الأدوية عبارة عن مضادات حيوية ومضادات للالتهاب ومسكنات يمنع بيعها دون وصفات طبية. وأضاف رئيس المنظمة الجزائرية للمستهلكين أن العديد من المرضى الذين لجؤوا إلى شراء الأدوية دون الرجوع إلى طبيب، أصيبوا بأمراض خطيرة نتيجة التداخلات الدوائية وعدم ملاءمة الدواء مع طبيعة مرضهم، خاصة أن أغلب الجزائريين يتساهلون في علاج الكثير من الأمراض العرضية التي تبدو بسيطة، غير أن عدم علاجها بطريقة صحيحة من شأنه التسبب في مضاعفات صحية خطيرة. وكشف مصدرنا أن نتائج الدراسة تم عرضها في الأيام الوطنية للصناعة الدوائية التي نظمت الأسبوع الماضي، حيث حذر الخبراء من مضاعفات هذه الظاهرة التي تنتشر وسط أغلب الجزائريين بسبب عدم نجاعة المنظومة الصحية، ما يدعو القائمين على الشأن الصحي إلى إعادة النظر في سيرورة المؤسسات الصحية التي هجرها الجزائريون بسبب سوء التسيير وغياب الرقابة. وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك تطرقت في تحقيقها الميداني إلى عدة جوانب حول الثقافة الصحية للجزائريين سنتطرق إليها بالتفصيل في أعدادنا اللاحقة.