سجل معرض الجزائر الدولي للكتاب في يومه الأول من الطبعة ال22 التي انطلقت الخميس، إقبالا "معتبرا" وحضورا نوعيا وكميا للكتب التي فضلت دور النشر الجزائرية والعربية والأجنبية المشاركة بها، لكن تحتل الكتب الأدبية والبحوث وحتى كتب التاريخ الصدارة من حيث المبيعات في ظل الارتفاع البارز للأسعار التي تؤثر حتما في القدرة الشرائية للقارئ. الرواية والتاريخ لإغراء الزوار وتراهن مختلف دور النشر لجلب القارئ الجزائري وتحقيق مبيعات أفضل في كلّ طبعة تشارك فيها من معرض الجزائر الدولي للكتاب، على كتب الأدب وبالخصوص الرواية أو تلك التي تتعلق بأبرز الشخصيات سواء في الفن أو الأدب إلى جانب كتب التاريخ لاسيما ما يتعلق بالثورة التحريرية. ويعرض المشاركون في الطبعة ال22 مختلف العناوين وبلغات مختلفة في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن الجزائري جراء انهيار قيمة الدينار الجزائري في سوق العملات.
رويشد.. بداية انطلاقة جديدة لدار "الهدى" وفي الجولة التي قامت بها "الشروق"، الجمعة، في المعرض لوحظ تباين كبير في أسعار الكتب مع تسجيل ارتفاع معتبر مقارنة بالسنة الفارطة بحسب تصريح بعض الناشرين للشروق، كما لوحظ حضور الرواية بشكل ملفت عند مختلف دور النشر لاسيما المعروفة في الجزائر، بالإضافة إلى الحضور الهائل لكتب التاريخ والثورة وأعلام الجزائر سواء في الأدب أو في مجالات أخرى منها الفن. وفي السياق قال مدير منشورات "دار الهدى" مصطفى قلاب ل"الشروق" أنّ "دار الهدى" سعت أن تبرز خط نشر ليس جديدا طبعا ولكن يحمل من الآن نظرة مستقبلية حديثة وواسعة، ويتعلق بالجانب بالاحتفاء بعمالقة الفن والمسرح والسينما. وقال إنّ أول كتاب صدى للدار هو كتاب نشر بالفرنسية "رويشد..أبي وصديقي" لمصطفى عياد، إضافة إلى كتابين لرشيد إزيان "الأمير عبد القادر" و" Le Dernier Aguille" وروايتين جديدتين لسعيد الهاشمي "الصمود" و"بائعة القماش" . انخفاض الدينار وارتفاع سعر الورق يضاعف الأسعار وعن حظ التاريخ في منشوراته، أكدّ قلاّب أنّ التاريخ ضمن إصدارات دار الهدى على مدار السنة وليس مرتبط بالمعرض فقط وذكر: "رجع الصدى" يتحدث عن مجموعة من الأشخاص خلدت تاريخ الجزائر وكتاب عبارة عن تكملة للكتب السابقة من قبل، وكذا "الأوراس الشامخ" لمسعود مختار". وبخصوص ارتفاع أسعار الكتب أوضح المتحدث أنّ انخفاض الدينار أثر على الأسعار سلبا فارتفعت بنسبة 30 بالمائة، وفسرّ الأمر بأنّ كل المواد الأولية لصناعة الكتاب تستورد مائة بالمائة. وأوضح أنّ الزيادة بلغت قرابة 38 بالمائة، وهذا "للأسف الشديد يعود سلبا على القارئ وعلى الكتاب وعلى الناشر بحيث يقلّ الإقبال. ولفت المتحدث أنّ منشوراته كمطبعة وشبكة توزيع تسعى للتخفيض خدمة للقارئ. كما أشار أنّ الكتب التي تم إعادة طبعها بقي سعرها على حاله ولم يتغير. من جهته، قال عثمان فليسي مدير دار "العثمانية" أنّ منشوراته راهنت على ترجمة كتب مولود معمري بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد، وكتب عبد القادر حريشان" وكتاب جامعي بعنوان "الجامعة الجزائرية"، إلى جانب عنوان بلعيد عبّان بتحدث فيه عن ظروف اغتيال عبان رمضان، وكذا كتاب أخر فلسفي "حقيقة الوجود". وبالنسبة للكتب التاريخية قال في تصريحه ل"الشروق" أنّها غير موجودة باستثناء كتاب عبان رمضان، لكن تم التركيز على كتب أدبية الخاصة بمولود معمري وأخرى. ونفى أن يكون انخفاض الدينار قد أثر على أسعار الكتب واعتبر أنّ المشكل متعلق بقلة المقروئية. وعبرّ بقوله: "الجمهور يتوافد على المعرض ولكن باقي أيام السنة لا يذهب إلى المكتبات". وبدوره يعتبر كريم شيخ مدير منشورات "أبيك" أنّ الدار راهنت على كتب الأدب الجزائري والإفريقي والبحوث المختلفة مثل بحوث "جورد كوم" عن العالم العربي وبحوث سمير أمين حول بحوث العالم اليسار، وأخرى حول الاستعمار والنساء في المغرب العربي، وبحوث كمال كاتب حول النظام التعليمي في الجزائر الاستعمارية، إدوارد سعيد "الثقافة والإمبريالية". وبالنسبة لحظ الأدب ردّ شيخ أنّه حاضر بصورة مميزة منه كتاب لمراد بودية حول مقابلة بين جون مولا وعبان رمضان، وعناوين في الأدب الإفريقي منها مؤلف لكاتب كاميروني شاب، وكتاب إيبار حداد عن فلسطين".
انخفاض القدرة الشرائية للجزائريين ستؤثر على الإقبال ويؤكد المتحدث أنّ تراجع سعر الدينار في سوق العملات أثر سلبا على الإقبال ورفع أسعار الكتب التي قال أنّها مرتبطة بنقاط عديدة منها أنّ مواد صناعة الكتاب المستوردة وtva التي تمثل 19 بالمائة التي كانت العام 7 بالمائة وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن. وقال: "كل هذه الأسباب تؤدي آليا إلى ارتفاع الأسعار. ومقارنة بأسعار الكتب السنة الماضية أشار أنها ارتفعت بنسبة 15 إلى 20 بالمائة هذه السنة. وذكر: "الكتاب مثلا الذي بيع السنة الماضية ب500 دج اليوم قيمته 700 دج".