حذر، أمس، رئيس مصلحة الأمراض العقلية على مستوى مديرية الصحة بولاية سطيف السيد مراد صانة في مداخلته خلال اليوم التحسيسي المنظم بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات من طرف الفيدرالية الوطنية لمكافحة المخدرات والإدمان بقسنطينة، من تنامي ظاهرة استنشاق مادة "الديليون" من طرف الشباب والذين صاروا يتجهون نحو حرفة النجارة لأجل الحصول على هذه المادة بسهولة ومجانا إذ يستغلون عملهم بالورشات ليستنشقوها. أما الدكتور بلماحي محمد الحبيب رئيس مصلحة بحث السموم بالمستشفى الجامعي ابن باديس فقد كشف من جهته أن 68 بالمائة من فئة الرجال و32 بالمائة من فئة النساء كانوا يتعاطون المخدرات قبل وفاتهم (أدوية، كحول وقنب هندي)، وهذا في دراسة له أنجزت ما بين سنة 2004 و2009 وقد ثبت ذلك من خلال تشريح جثثهم بعد تعرضهم لحوادث مختلفة مميتة ويتراوح سنهم ما بين 22 إلى 45 سنة، وهؤلاء لم يتم التكفل بهم كما يجب على المستوى العائلي وأيضا الطبي. وأن 56 بالمائة يتعاطون خليطا أو مزيجا من المخدرات (حبوب مهلوسة، قنب هندي وكحول)، 44 بالمائة كانوا يتعاطون مزيجا من شتى أنواع الحبوب المهلوسة، 84 بالمائة تم استقبالهم على مستوى مصلحة الطب الشرعي و16 بالمائة على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية. والوقاية يراها ذات المتحدث في ثلاثة مستويات وهي الوقاية الأولية وتأتي بتوفير المعلومة وتتولى ذلك وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية من جانب تحسيسي، وتأتي بعدها الوقاية الطبية وتكون على مستوى العائلة وأيضا المستشفى والوقاية الثالثة وهي الردعية، وتأتي عن طريق القانون والإشكالية يراها الدكتور بلماحي كبيرة كون المدمن الحدث بحكم القانون يخير ما بين ذهابه إلى السجن أو إلى مركز معالجة الإدمان، وفي غالب الأحيان يختار السجن، وفي قسنطينة هناك متابعة لكن لا توجد استمرارية وإذا دخل السجن فإن تعاطيه للمخدرات يتطور لا محالة، والأمر من ذلك أن الأولياء يتخلون عن أبنائهم في مثل هذه الظروف لأنه يصبح عالة عليهم، وهذا الخطر بعينه. ويتمنى ذات المتحدث أن يرى النور مركز الخروب لمعالجة المدمنين قريبا لتفادي تزايد عدد المدمنين مقترحا تخصيص ولو مبدئيا قاعة على مستوى مستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش لمعالجة المدمنين وعدم تركهم لمصير مجهول ومطالبا المجتمع بتغيير نظرته لهذا الأخير واعتبار المدمن من المرضى العاديين لا غير.