تستعد بعثة من الأطباء الجزائريين للتوجه إلى مستشفى "ميموريال" بتركيا في إطار تبادل الخبرات والتكوين في تخصصات عديدة، لاسيما الأورام وزرع الكبد والكلى والنخاع العظمي، وهي التخصصات التي تسجّل فيها بلادنا تراجعا رهيبا من حيث التكفل بالمرضى، حيث تجري المجموعة التي أنشئت في عام 2000 ما يناهز 300 عملية زراعة كبد سنويا وألف عملية زرع للكلى، بينما لم تتعد الجزائر، حسب أرقام قدّمها المختصون الجزائريون 250 عملية زرع كلى مع اقتراب نهاية 2017. ويحتاج 70 بالمائة من المرضى الجزائريين إلى عمليات زرع للنخاع العظمي، حسب ما أكّده مختصون، نادرا جدا ما تجرى في بلادنا بسبب غياب الإمكانيات والمحيط اللازم، لذا يقبل هؤلاء على إجرائها في الخارج، لاسيما في تركيا نظرا إلى سهولة الإجراءات والفيزا رغم تكاليفها الباهظة بالنسبة إليهم. وبدوره أكد البروفيسور آتيلا تانييلي في لقاء مع الصحافة الجزائرية أن "ميموريال" أجرى 300 عملية زرع للنخاع العظمي، وأنه يستقبل مرضى من كل المناطق والدول المجاورة، مؤكدا أنّ نسبة النجاح قفزت من 50 بالمائة إلى 90 بالمائة. وركّز المختص على أهمية الفريق الطبي والتجهيزات مفيدا بأن المريض يبقى تحت الرعاية والعناية مدّة شهر تقريبا لأن جهاز مناعته ضعيف جدا ويجب الحرص على تطهير غرفته ونظام غذائه فأي ميكروب أو فيروس من الأكل يستطيع تعقيد حالته. وكشف إلهام إلماشي رئيس مصلحة جراحة الأعصاب عن ارتياح المرضى الجزائريين لاستقبالهم في بيئة قريبة منهم وتشابه حضارتهم وبتكاليف أقل تكون في متناولهم، كما أنّ نسبة النجاح في جراحة الصرع التي تستعمل التقنيات الحديثة يمكنها القفز إلى 95 بالمائة واستفاد منها 150 شخص، حيث استقبل 5 جزائريين في جراحة العمود الفقري وآخرين يعانون أوراما في أسفل الرأس. وتكون متابعة حالاتهم بعدها عن بعد، حيث يقول: "نحاول إخراج مرضانا في أحسن الظروف ومتابعتهم بالتواصل عن طريق الفيديو مع أطبائهم". وتحصي الجزائر بحسب المختصين 400 ألف مصاب بمرض الصرع، حيث أكد سعدي بلويز رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأعصاب أنّ نصف المصابين بهذا المرض لا يلجؤون إلى المصحات لتلقي العلاج، وهو ما يؤكد أنّ العدد الحقيقي أكبر بكثير. من جهته،أكّد بوراك كوتشاك رئيس مصلحة زراعة الكلى أنّ أكثر من 70 بالمائة من عمليات الزرع تتم من الأحياء غير أنّ المشكل بالأخص في الشريحة بين 1 و5 سنوات الذين يمثلون 20 بالمائة فعادة ما يتردد المختصون والأولياء في إجراء الزرع في هذه السن لأن "الدياليز" لا يسمح به بالنسبة إلى الأطفال الأقل من 10 كغ. أمّا مراد بيمبي المختص منذ أكثر من 40 عاما في جراحة البروستات والمسالك البولية فقال إن أكثر من 70 بالمائة من المرضى كانوا يعانون من "البروستات" دون أن يعلموا و3 بالمائة فقط توفوا بسبب المرض، كما أنّ الصلع والعمل الليلي من أهم عوامل الخطر للإصابة وتساعد جراحة الروبوت في تدخلات جراحية عدة فإضافة إلى البروستات نجد الاستئصال الجزئي للكلى.