عرفتْ مراكز الصحة الجوارية، إقبالا كبيرا للمواطنين الراغبين في الخُضوع لعملية التلقيح ضد الأنفلونزا، مٌتخوفين بعد وفاة شخصين بهذا الفيروس بالعاصمة، وهو ما أنتج اكتظاظا ببعض المراكز الصحية. "الشروق" تجوّلت عبر بعض المراكز الصحية بالعاصمة وتحدثت مع مواطنين في الموضوع. رغم توزيع وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، كميات كافية من لقاح الأنفلونزا منذ إطلاق الحملة الوطنية، بتاريخ 15 أكتوبر 2017 والتي ستتواصل إلى غاية 15 مارس المقبل، ومع ذلك نفذ اللقاح من بعض المراكز الصحية، لكثرة الإقبال. قصدنا المركز المتعدد الخدمات ببن عمر القبة، السبت، للإطلاع على إقبال المواطنين على عملية التلقيح، ليخبرنا القائمون على المركز أن عملية التلقيح متوقفة في نهاية الأسبوع وستستأنف غدا الأحد، ومع ذلك أكدت لنا إحدى الممرضات أن اللقاح نفذ من المركز وسيحضرون كميات إضافية الأسبوع المقبل، ومؤكدة أن العشرات من المواطنين خاصة من كبار السن والنساء الحوامل يتوافدون يوميا بحثا أو استفسارا عن توفر اللقاح. ومِمّا شاهدناه في المركز، أن غالبية الأطبّاء والعاملين هناك كانوا يرتدون "كمّامات" الفم، تجنبا لانتشار عدوى فيروس الأنفلونزا، حيث أخبرتنا طبيبة عامة بالمركز، أنهم تلقوا تعليمات صارمة من وزارة الصّحة، باتخاذ جميع إجراءات وسبل الوقاية من الفيروس، وأهمها ارتداء الكمامات. وأثناء تواجدنا بالمكان، التقينا بشابتين جاءتا للاستفسار عن إمكانية الخضوع لتلقيح الأنفلونزا بالمركز، لتوجههما الممرضة لشرائه من الصيدليات، لعدم امتلاكهما بطاقة شفاء، وأكدت لنا الشابتان أنهما تخوفتا من إصابتهما بالعدوى، خاصة وأن نصف زملائهما بالعمل في مؤسسة خاصة مصابون بالزكام، ومنهم من تأزمت حالته. ونظرا للإقبال الكبير للمواطنين على عيادات الصحة الجوارية، للخضوع لتلقيح الأنفلونزا، خاصة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل، ممن يخضعون للقاح باستعمال بطاقة شفاء، تتوجه الفئات الأخرى نحو الصيدليات لشراء اللقاح. وفي هذا الصدد، أكدت لنا "مونية" موظفة بصيدلية ببن عمر بالقبة أن عشرات الأشخاص غالبيتهم شباب قصدوا الصيدلية طلبا للقاح الأنفلونزا، والذي يصل ثمنه 550 دج، والجديد في الموضوع حسب تعبيرها "السنوات الماضية غالبية الباحثين عن اللقاح مسنون أو مرضى، لكن مؤخرا الإقبال أصبح لافتا من طرف الشباب ومن أشخاص لا يعانون من أي مرض". إلى ذلك، وبخصوص نفاذ كميات اللقاح الموزع على بعض مراكز الصحة الجوارية، أكد الدكتور ايت تواراس بوجمعة، رئيس مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الصٌّحة، في تصريح ل "الشروق" أنّ وزارة الصّحة، شدّدت على مسؤولي المراكز الصحية ومدراء المستشفيات، بضرورة توجيه طلبيات لمعهد باستور، للحصول على كميات إضافية من اللقاح في حال نفاذه، كما بإمكان التزويد من مستشفيات أخرى لها كميات إضافية.