تمكنت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني في عنابة، من اكتشاف ورشة سرية لصناعة القوارب الخشبية وسط غابة سيدي عكاشة الكثيفة والبعيدة في بلدية شطايبي. ونجح عناصر الدرك الوطني في تنفيذ هذه العملية إثر استغلالهم لمعلومات وردت عن مكان سري وسط غابة سيدي عكاشة بشطايبي، أصبح بمثابة الورشة السرية لصناعة القوارب الخشبية بعيدا عن أعين مصالح الأمن، لأنّ هذه القوارب تستغل من طرف عصابات تهريب البشر عبر البحر المتوسط، حيث حوّلت العصابات أنظارها نحو الشواطئ المعزولة في بلديتي سرايدي وشطايبي وشواطئ ولاية الطارف كذلك، بعد تشديد المراقبة على الشواطئ القريبة من المدن. وكشفت عملية التمشيط الواسعة التي قام بها أفراد الدرك الوطني عن العثور على قاربين خشبيين مصنوعين حديثا مموهين بإحكام بأغصان الأشجار، وألواح ذات قياسات وأحجام مختلفة وكمية من المسامير وعجلات مطاطية ودلاء وأغطية بلاستيكية، بالإضافة إلى مجموعة من المعدات التي تستخدم في صناعة القوارب الخشبية (الغراء، أدوات قياس، دهان... إلخ). كما أسفر التنسيق بين وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني والقطاع العسكري بعد تمشيط غابة "الصقع" المحاذية لغابة سيدي عكاشة ببلدية شطايبي أيضا، عن العثور على أربعة قوارب خشبية أخرى، مموّهة ومخفية بين أحراش الغابة وأشجارها، وهي كذلك معدة للهجرة غير الشرعية. وكشفت التحقيقات الأولية، أنّ هذه الورشات السرية وسط الغابات كانت تستعملها عصابات تهريب البشر في تحضير وتجهيز القوارب الخشبية وإخفائها بعيدا عن أعين مصالح الأمن وعن أعين المواطنين أيضا، في انتظار جلب أفواج المهاجرين السريين الراغبين في خوض المغامرة نحو الجزر الإيطالية، وذلك عن طريق الوسطاء المنتشرين في كل مكان والذين باتوا يستغلون شبكة الإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي لإغراء الشباب وجمع مبالغ مالية طائلة من وراء هذه الرحلات التي انتهى الكثير منها بالموت غرقا في عرض البحر. وقد سعت مصالح الشرطة والدرك في ولاية عنابة خلال الأشهر الأخيرة إلى تشديد الرقابة على الشواطئ القريبة والبعيدة التي أصبحت تنطلق منها القوارب الصغيرة تحت جنح الظلام، مما جعل العصابات تتجه نحو الشواطئ البعيدة، إذ تعمد بعض الشبكات إلى تجميع "الحراقة" في حافلة بعد الاتفاق على نقطة الالتقاء، والإدعاء بأنهم ذاهبون في رحلة سياحية، قبل أن تنتهي هذه الرحلة في شاطئ معزول كسيدي عكاشة أو شواطئ مدينة القالة ليتم دفع ثمن الرحلة وركوب القارب نحو المجهول.