تسببت الثلوج المتساقطة بكثافة طيلة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء عبر إقليم ولاية البويرة في قطع 10 طرق بين وطنية وولائية بسبب تراكم الثلوج بها لاسيما الجهتين الشرقية والجنوبية للولاية، ما أدى إلى عزل مداشر وقرى بتلك المناطق أين تسعى مصالح الأشغال العمومية رفقة الدرك الوطني إلى فك العزلة عنها وتوصيل المؤونة إليها. حسب مصادر من نفس المصالح المتواجدة بعين المكان فإن الطرق الوطنية التي عرفت انقطاعا في حركة السير تمثلت في الطرق رقم 30 ، 33 ، 15 الرابطة بين كل من حيزر، صحاريج، تاقربوست بولاية تيزي وزو، مرورا بأعالي تيكجدة، إضافة إلى الطرق رقم 62 الرابطة بين الدشمية وولاية المدية وكذا الطريقين رقم 8 و 8 ب الموصلين إلى ولاية المسيلةجنوبا، أما فيما يخص الطرق الولائية فتتمثل في كل من 24، 14، 12، و25 جنوب الولاية لاسيما برج أخريص والمعمورة، أين تسعى مصالح الأشغال العمومية رفقة الدرك الوطني التي سخرت أكثر من 300 دركي قصد تنظيم حركة السير بالتزامن مع عملية كسح الثلوج وإعادة فتح الطرقات لفك العزلة عن القرى والمداشر المتواجدة بتلك المناطق، والتي تعذر عن ساكنيها من عمال وطلبة وتلاميذ التنقل والتحاقهم بمقاعد الدراسة جراء استحالة سير المركبات. هذا وقد عملت مصالح شركة نفطال على رفع قدرة إنتاجها اليومية من 11 إلى 15 ألف قارورة بالتزامن مع الإضطراب الجوي الحاصل قصد تلبية الطلب المتزايد على قارورة الغاز، لاسيما بالمناطق المعزولة جنوبا، والتي تعرف أزمة في المادة أجبرت قاطنيها على اللجوء إلى الحطب على غرار قريتي أولاد طاجين وأولاد قاسم اللتين تفتقدان لشبكة الغاز الطبيعي، حيث يتم إيصال قارورات الغاز إليها بالتنسيق مع مصالح البلديات بواسطة شاحنات المؤسسة أو مركبات الخواص. من جهة أخرى عرفت أمس أغلبية المؤسسات الإدارية بعاصمة الولاية هجرة شبه كلية للموظفين والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مقرات عملهم بسبب الجليد الذي تسبب في توقف حركة المرور، كما اضطر العديد من المواطنين على التنقل لمسافات طويلة سيرا على الأقدام من أجل بلوغ محلات بيع المواد الغذائية، في حين لم يفتح الكثير من أصحاب محلات المواد الغذائية أبوابهم إلا بعد منتصف النهار، ما جعل المواطنين يجدون صعوبة كبيرة في اقتناء المواد الغذائية الأساسية كحليب الأكياس والخبز. وتسببت ثلوج أول أمس في ارتفاع سعر قارورات غاز البوتان، حيث وصل سعر القارورة الواحدة 500 دينار في بعض المناطق الريفية، على غرار الزبربر، وعبر المواطنون عن استيائهم الشديد من هذه الوضعية التي تؤرقهم كلما حل فصل الشتاء وتزداد المعاناة باستمرار التقلبات الجوية، فيما شهدت محطات توزيع قارورات غاز البوتان بالبويرة طوابير كبيرة للتزوّد بهذه المادة التي يكثر عليها الطلب خلال الأيام المثلجة. كما تسبب تساقط الثلوج على مرتفعات أولاد راشد بولاية البويرة ليلة أول أمس في عزل عديد التجمعات السكانية وغلق الطرقات والمسالك المؤدية نحو القرى الجبلية بفعل تراكم الثلوج، كما تعذر على التلاميذ و العمال الالتحاق بأماكن عملهم وبمقاعد الدراسة. وتوقفت الدراسة أمس في أغلب المدارس التي تقع في مرتفعات بلدية أولاد راشد، ورغم وجود التدفئة لكن أغلبها مدافئ المازوت غير الفعالة، وليس مدافئ غاز المدينة، وهذا رغم إيصال غاز المدينة لأغلب المؤسسات إلا أنه تعذر تركيب العدادات لأسباب مجهولة. وحسب مصادر محلية فإن الأساتذة فضلوا مغادرة الأقسام في الساعات الأولى من الصباح، خوفا من قطع الطريق وانعدام النقل مع استمرار تساقط الثلوج، وبالتالي يستحيل لهم العودة إلى مناطقهم، خاصة وأن معاناة الأساتذة بمدارس أولاد راشد تفوق معاناة التلاميذ، كونهم يأتون من مناطق مختلفة على غرار حيزر - بشلول – البويرة، لأن النقل ناقص جدا في الأيام العادية وينعدم كليا خلال فترات تساقط الثلوج.