تم تسجيل الأسبوع الفارط إصابة عشرات الأطفال الذين يدرسون برياض الأطفال بمدينة البويرة بأمراض شتوية خطيرة، خاصة الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية، وانتفاخ في اليدين، وغيرها من الحالات المرضية التي تم تسجيلها والتي جعلت الكثير منهم يضطرون إلى التغيب لعدة أسابيع بسبب انعدام التدفئة داخل حجرات الدراسة والتي تحولت إلى "ثلاجات". دقّ مرة أخرى أولياء أطفال دور الحضانة بمدينة البويرة ناقوس الخطر الذي يحدق بأبنائهم الذين يدرسون في أقسام تشبه الثلاجات، مطالبين بتوفير التدفئة، وهو الأمر الذي بات يشكّل هاجسا حقيقيا بالنسبة للأطفال وأوليائهم وحتى للمربيات، حيث اشتكى هؤلاء من غياب التدفئة داخل حجرات الدراسة وغرف النوم، وهذا رغم أنهم طالبوا عدة مرات من المشرفات على رياض الأطفال بضرورة أخذ انشغالهم بمحمل الجدية، والمتمثل أساسا في توفير التدفئة، لاسيما ونحن نعيش هذه الأيام برودة تبلغ ذروتها صباحا، ما شكل لأبنائهم عائقا على اعتبار أن التدفئة تعد من أهم الشروط الضرورية لضمان راحة الأطفال، ومزاولتهم للدراسة في ظروف حسنة الأمر الذي ينعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي، بالرغم من طرح الأولياء للمشكل مع بداية فصل الشتاء، إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية ولم يفهموا التأخر الحاصل والمفروض عليهم رغم أنهم يدفعون الأتعاب بانتظام.
وحسب ما عاينته "الشروق"، فإن أغلبية روضات الأطفال المتواجدة بعاصمة الولاية تغيب عنها التدفئة وتقتصر بعضها على مكتب مسؤولة الروضة، ما جعل الأطفال يدرسون في ظروف جد قاسية داخل حجرات وأقسام شبيهة بغرف التبريد، حيث وصل الحد بأغلبيتهم إلى التبوّل في ثيابهم من شدة عدم تحمل البرودة، كما أصيب الكثير منهم بزكام حاد جعلهم يقاطعون الروضات منذ انطلاق موسم البرد كونهم لا يتحملون البقاء داخل حجرات باردة لعدم توفر التدفئة بها، ولم يضمن لهؤلاء إقدام المربيات على غلق الأبواب وصد النوافذ لغرض ضمان الدفء، ووصل الحد ببعض مسؤولات الروضات إلى إيجاد بديل أمام الضغط المستمر للأولياء وإجبار الصغار على النفخ دون انقطاع في أيديهم لعلى وعسى يشعرون ولو لدقائق قليلة بالدفء!.