يقبع "الحرّاق" الجزائري "محمّد. ز" من القليعة، البالغ من العمر 41 عاما، منذ 6 سنوات داخل سجن "لاريسا" باليونان دون أن يصدر في حقّه إلى غاية الآن حكم يقضي بإدانته أو براءته. محمد، بحسب رواية أهله دخل اليونان عن طريق تركيا بعد أن يئس من وضعه الاجتماعي المزري في الجزائر وفقدانه لمنصب عمله الوحيد الذي كان يعيله لتتوالى عليه الصدمات والمحن ويقرر في الأخير الهجرة غير الشرعية نحو اليونان. عائلة الشاب تجهل إلى غاية الآن تفاصيل قضية ابنها ورغم أنّها تواصلت مع سفارة الجزائر باليونان للاستفسار عن الأمر ومساعدتها في إبلاغ بعض الوثائق التي يحتاجها المعني أمام العدالة، إلا أن تلك المحاولات المتكررة كانت دون جدوى ولم يستلم المعني أي وثيقة إلى غاية الآن، فالسفارة بحسب ما أكّدته عائلة الشاب لم تقدّم لهم إجابات أو تفاصيل أو تطمينات، وتبقى العبارة المتكررة في كل اتصال هاتفي مع السفارة: "اصبروا لستم وحدكم الذين تملكون حرّاقة في سجون اليونان"، وحتى المحامي الذي يتولى مهمة الدفاع عن محمد لم تتمكن العائلة من التواصل معه بسبب عدم إتقانه سوى اللغة اليونانية. من جهتهما، يعيش والدا محمّد جحيما لا يطاق بسبب حيرتهما واشتياقهما إلى ابنهما ولهفتهما إلى معرفة مصيره الغامض، حيث يعتصر الألم ولوعة الفراق قلبيهما يوميا. ويناشد الأهل أيّ جهة سواء جمعيات ناشطة في الجزائر أم اليونان أم الجالية الجزائرية المقيمة في اليونان مساعدتهم في الوصول إلى ابنهم، حيث يأمل الوالد أن يزوره في سجنه إذا ما ساعده المحسنون في تنقلاته باليونان لأنّه لا يحسن اللغة وكبير في السن لا يقوى على صعاب السفر، كما تطلب العائلة من وزارة الخارجية وسفارة الجزائر باليونان التحرك العاجل لإنقاذ أبناء الجزائر من غياهب السجون الأجنبية والأخذ بيدهم بدل تركهم يموتون في اليوم ألف مرّة.