كرّم المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، السبت، المخرج أحمد راشدي نظير إسهاماته في السينما الجزائرية والعالمية، لدى نزوله ضيفا على فضاء "نادي السينما" الجديد، حيث عرض أول أفلامه "فجر المعذبين" بعد مرور أزيد من 30 سنة عن أول عرض له عقب ما يعرف ب"التصحيح الثوري" في 19 جوان 1965. وقال راشدي، الذي كان ضيف أول عدد ل"نادي السينما" إنّ "فجر المعذبين" يعدّ أول فيلم في حياته، وهو الأهم في مشواره لكونه تعرف خلاله على زوجته، التي أدّت دورا في العمل، وأضاف راشدي أنّ التصوير بدأ في المسرح الوطني وبعد شهر عرفت زوجته أنّ أحمد راشدي هو المخرج فكانت دائما تسأل من هو المخرج؟. وفي الصدد أكدّ راشدي أنّ مولود معمري أضاف الكثير للفيلم بالتعليق الذي كتبه، فلم يكونا يعرفان بعضهما من قبل، فكان الموعد في مقهى قبالة الجامعة، هناك عرض راشدي على مولود معمري فكرة العمل وبعدها كتب معمري 7 أوراق بخط يده عن قصة الفيلم. ولم يخف راشدي في الاحتفالية التي حضرها ممثلون مثل يوسف سحيري وحسان كشاش وبوكوروني عزيز ومحافظة مهرجان الفيلم زهيرة ياحي.. وأخرون أنّ "فجر المعذبين" يشكل افتتاحية للسينما الجزائرية وملف جمع كل الوثائق من ضمنها الأشياء الأساسية، ولفت أنّ الجزائر وقتها كانت متحررة لذلك، كانت هناك مسؤولية تجاه البلدان الإفريقية والأسيوية التي لا تزال تكافح لنيل استقلالها. وأشار المتحدث أنّ الفيلم كان يفترض أن يعرض تزامنا وعقد دورة لمجموعة عدم الانحياز بالجزائر، ولكن ما يسمى ب"التصحيح الثوري" أجل عرض "فجر المعذبين". وتأسف راشدي لغياب نوادي السينما في بلادنا، وكذا غلق قاعات السينما التي تقلصت من 450 قاعة إلى حوالي 50 قاعة فقط، وحسبه اختفت نوادي السينما التي كانت تقارب 1000 ناد وجمعية مهتمة بالسينما في مدة قصيرة، فكانت تعرض كل الأفلام الصادرة في العالم. من جهته، قال الناقد أحمد بجاوي، إنّ قاعة "نادي السينما" عمرها يقارب القرن، بنيت تزامنا مع مبنى قصر الحكومة، وأضاف: "أتذكر كنت مع بوقرموح وبن ددوش نشاهد الأفلام فيها، وكان النشاط السينمائي مكثفا"، وأردف: "يجب أن نكافح اليوم من أجل إنعاش السينما رغم أن ذلك يتطلب جهدا ووقتا، والمسيرة صعبة جدا". وعن "فجر المعذبين" أوضح بجاوي أنّه كان يتوقع أن يكون أول فيلم جزائري، ولكن الأحداث السياسية عطّلته "التصحيح الثوري1965" ومن تداولوا على الحكم في سنوات الستينيات طلباتهم تغيرت. وأكدّ أنّ العمل يعد أول فيلم وثائقي تسجيلي حكى عن الثورة والحركات التحررية في العالم الثالث وأصبح مرجعا للسينما في العالم، وأشار أنّ هذا الفيلم مهد طريق السينما الجزائرية في كتابة التاريخ ولو بأرشيف أوروبي آنذاك.