أعراض جانبية واضطرابات هرمونية، عصبية وحكة شديدة قد تُصاحب العازبات في أي تناول خاطئ للحبوب ما حكم تناول حبوب منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية ؟ وهل يجوز ذلك؟ هل لتناول حبوب منع الحمل من قبل العازبات مضار عليهن؟ ولماذا تلجأ النساء إلى تأخيرها وللّه في خلقه شؤون؟ وما هو حكم الدين وموقف الطب؟ * برزت في المجتمع الجزائري، ظاهرة تعرفها وتدركها النساء »تناول حبوب منع الحمل« من أجل تأخير الدورة الشهرية دون حرج، منهن من تلجأ للظاهرة لأجل صيام الشهر الفضيل كاملا، تحت حجة عدم تفويت أيام الشهر الفضيل، من قراءة للقرآن وصلاة التراويح إلى جانب فريضة الصوم، ومنهن أيضا من تلجأ لحبوب منع الحمل لاجتناب صيام الأيام بعد انقضاء الشهر الفضيل، إلى هنا كل شيء عادي إذا تعلق تناول حبوب منع الحمل من السيدات المتزوجات، غير أن اللاعادي هو إقبال ومنافسة العازبات للمتزوجات بشكل كبير، في تناول حبوب منع الحمل للغرضين معا. تقول سعاد صيدلية بمنطقة القبة:"منذ دخول الشهر الفضيل تفاجأت لارتفاع عدد المُقبلات على اقتناء حبوب منع الحمل، وبشكل كبير من قبل العازبات، منهن من تسألني وهي تستفسر إذا ليس في تناولها ضرر، ومنهن حتى من لا تعرف كيفية تناولها". من جهة أخرى يشرح عدد من الأطباء "للشروق اليومي" الظاهرة بكونها سلاحا ذا حدين، وليس بنية و"هرمونات" النساء تسمح لهن بتناول نفس عنوان علبة منع حبوب الحمل، إذ تُستخدم الحبوب عادة ابتداء من اليوم الخامس عشر من تاريخ نزول الدورة الشهرية إلى نهاية الشهر ويجب الانتباه إلى عدم نسيان تناول الحبوب، لأن نسيانها يؤدي إلى نزول دم خفيف أحيانا . تجيب الدكتورة "نورة مناوي" أخصائية نساء وتوليد قائلة:"حبوب منع الحمل لابد أن تعرف العازبات أنها سُميت بهذا الإسم لأنها تمنع الحمل، لدى النساء المتزوجات وليست رخصة استثنائية لوقف نزيف العادة الشهرية، وكما هو معلوم تتسبب حبوب منع الحمل في أعراض جانبية، واضطرابات قد تُصاحب المرأة لشهور وقد تُؤثر على حياتها الهرمونية مستقلا، في حال أي تناول لها دون استشارة طبية، كما أن هناك أنواع مختلفة من الحبوب، فهناك نوع يضبط مع امرأة وقد لا يضبط مع امرأة أخرى". كما يحذر الأطباء من استخدام حبوب منع الحمل في بعض الحالات مثل وجود أورام رحمية أو أي موانع أخرى لاستخدامها، وقد لا تدركها المرأة، ومن الآثار الجانبية لاستخدام حبوب منع الدورة، هو احتقان الثدي أو الشعور بالامتلاء وأحيانا حكة شديدة في الجسم أو الصداع والعصبية وفي هذه الحالة يجب التوقف عن استخدامها فورا . من جهة أخرى يقول الدكتور محمد بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، لا ينصح بأن توقف المرأة دورتها الشهرية، نظرا لأن هذه العملية تعتبر من الوظائف الطبيعية للمرأة، أو ما يعرف بالخصائص الفسيولوجية، لذا لا ينصح بأن تستمر المرأة في منع نزول دورتها الشهرية لعدة أشهر لما لها من آثار جانبية على المرأة . غير أن هناك فئة أخرى من الأطباء لا يرون مانعا في تناول العازبات لحبوب منع الحمل، لاسيما منها حبوب منع الحمل ذات التأثير الضعيف جدا، وهي الحبوب التي تمنح للعازبات ممن يعانين من اضطرابات هرومونية، أي النساء اللواتي يُعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية. وبعيدا عن موقف الطب، يقف الدين بين مؤيد ومعارض، لتناول حبوب منع الحمل، إذ يرى أئمة ومشايخ السعودية على غرار الشيخ ابن باز، وخالد الرفاعي، بعدم جواز تناول حبوب منع الحمل إن لم يكن فيه ضرر، كما لا يجوز للمرأة تناول حبوب منع الحمل دون استشارة المرأة لزوجها. كما سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين في حكم تناول النساء حبوب منع الحمل في رمضان حتى لا تقضي فيما بعد، فكان جوابه كالتالي:"الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية للّه تعالى حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها ردّ فعل ضارّ على جسم المرأة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار )" .