شهدت المدن التونسية الساحلية توافد أكثر من 40 ألف جزائري خلال شهر رمضان المنصرم اختاروا أن يقضوا عطلتهم الصيفية التي تزامنت مع الشهر الفضيل بتونس، حيث سطرت السلطات التونسية برنامجا خاصا بالعائلات الجزائرية يجمع بين الأجواء الإيمانية والطقوس التقليدية وظروف الراحة والاستجمام وبأسعار مخفضة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح الجزائريين، خاصة وأن شهر الصيام سيتزامن مع موسم الاصطياف طيلة ست سنوات قادمة. وأكد فوزي الباسلي، مدير الديوان السياحي التونسي بالجزائر أنه وعكس التوقعات شهد شهر رمضان المتزامن مع أحرّ شهور موسم الاصطياف إقبالا معتبرا من قبل العائلات الجزائرية، حيث سجلت شرطة الحدود عبر مختلف المعابر البرية والجوية توافد حوالي 40 ألف جزائري خلال العشرين يوما الأولى من الشهر الفضيل حسب الإحصائيات المتوفرة لحد الساعة، مشيرا إلى أن تعداد السياح الجزائريين الذين قصدوا تونس ارتفع بنسبة 4 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، حيث ارتفع تعداد الوافدين على تونس من جنسية جزائرية إلى 720 ألف جزائري منذ بداية السنة وإلى غاية 31 أوت المنقضي. وأشار مدير الديوان السياحي التونسي إلى أن ذروة إقبال السواح الجزائريين على تونس امتدت بين 15 جوان إلى غاية العاشر من أوت المنقضي، أي إلى غاية عشية انطلاق شهر الصيام كانت نسبة الإقبال مرتفعة جدا والحدود ممتلئة على آخرها بالجزائريين، وإن انخفض الإقبال نسبيا مع بداية شهر الصيام، إلا أنه فاق التوقعات، حيث واصلت العائلات الجزائرية التوافد على المدن التونسية الساحلية وفي مقدمتها مدينة "نابل" في منطقة الوطن القبلي والمعروفة بأجوائها المحافظة والعائلية الشبيهة إلى حد كبير بالأجواء الجزائرية فضلا عن الحمامات وسوسة والمنستير التي تعتبر أهم وجهات الجزائريين ما دفع بالقائمين على السياحة بتونس لتكييف سهراتها مع الأجواء الرمضانية. واعتبر الباسلي أن تعداد العائلات الجزائرية التي ستختار المدن التونسية الساحلية لقضاء عطلتها الصيفية خلال الشهر الفضيل خلال الست سنوات القادمة سيتضاعف باعتبار أن شهر الصيام سيتزامن مع موسم الاصطياف لست سنوات أخرى في ظل تفاعل الجزائريين مع الأجواء الإيمانية الرمضانية المفعمة بروح العطلة والاستجمام بتونس بفعل الجوار بين البلدين وتشابه العادات والتقاليد، حيث تمكنت العائلات الجزائرية من تخفيف حدة الصوم والظمأ في النهار الحار بالجولات السياحية ووسائل الاستجمام والترفية بالفنادق التي خفضّت أسعارها خصيصا للجزائريين وطبقت أسعارا خاصة بالشهر الفضيل مع إمكانية تأدية جميع الفرائض الدينية كصلاة التراويح بالمساجد العتيقة وفي مقدمتها جامع الزيتونة بالمدينة القديمة وجامع عقبة ابن نافع بالقيراون بالإضافة إلى السهرات المتميزة التي تشتهر بها المدن التونسية في كل الساحات والشواطئ ليلا. وأمام هذه المعطيات التي ستفرض نفسها على الموسم السياحي خلال العشر سنوات القادمة ستصبح تونس وجهة للجزائريين في إطار ما يعرف بالسياحة الدينية العائلية ليزاوج بين العبادة والاستجمام والاستمتاع بالعطلة فضلا عن وضع الديوان السياحي التونسي خطة عمل للسنوات المقبلة تقوم على التركيز على المواسم الشتوية (المنخفضة والمتوسطة) من خلال تحسين المنتوج المقدم للسياح مثل الأسعار المنخفضة للفنادق والخدمات السياحية، خاصة تلك التي تقدم العلاج بمياه البحر وسياحة الأعمال والسياحة الثقافية والسياحة العائلية.