"أغ امنوكال" يبيع الرهائن لجماعة "أبوزيد" للانتقام من الفرنسيين كشف أمس مصدر مطلع من المنطقة الحدودية بين الجزائر ومالي، أن حوالي 100 شخص من قبائل توارق مالي التحقوا بالجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة على فترات متقاربة جدا خلال الأشهر الأخيرة بعد ما تمكن الإرهابي المدعو "عمار آغ أمنوكال"، وهو من توارق شمال مالي وعلى صلة وثيقة جدا بالإرهابي المسمى عبد الحميد أبو زيد. وأوضح المصدر في تصريح ل"الشروق"، أن "أغ أمنوكال"، هو من أختطف الرعية الفرنسية جيرمانو ميشال، وقام ببيعه لأبوزيد الذي أغتاله عندما شرعت القوات الفرنسية بالتدخل العسكري بالتعاون مع القوات الموريتانية في المنطقة بحجة العمل على تحرير الرهينة الفرنسي، مضيفا أن معلومات أمنية دقيقة كانت أشارت إلى أن الخاطفين كانوا على وشك إطلاق الرعية الفرنسية مقابل سيارة طويوطا رباعية الدفع، لكنهم قرروا إعدام الرعية الفرنسي، بمجرد تدخل القوات الفرنسية مباشرة في منطقة الساحل، مضيفا أنه يتوقع أن يقوم "أغ أمنوكال" ببيع عمال شركة "أريفا" الفرنسية لمجموعة "أبو زيد"، التي قد تقوم بإعدامهم مباشرة بدون طلب فدية، انتقاما من زملائهم الإرهابيين الذين قتلتهم القوات الفرنسية والموريتانية خلال التدخل العسكري المشترك في جويلية الفارط. وقال مصدر "الشروق"، إن التدخل العسكري الفرنسي المباشر في المنطقة أعطى للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الحجة القوية لإقناع بعض شباب المنطقة بالانضمام إليها ل"مقاتلة الكفار الأجانب"، مضيفا أن بعض مجموعات قطاع الطرق واللصوص والمهربين التي تنشط بقوة في المنطقة أصبحت تنسق عملياتها مع المجموعات الإرهابية التي لا تتوانى من جهتها في دعم جماعات الجريمة المنظمة بالسلاح والمال الذي حصلت عليه من الفدية التي دفعتها حكومات غربية ومنها فرنسا وإسبانيا مقابل تحرير بعض رعاياها الذين اختطفوا بمنطقة الساحل منذ 2007، وهم 4 فرنسيين اختطفوا في جوان 2008، بمنطقة أرليت التي تعمل بها شركة "اريفا" الفرنسية في مناجم اليورانيوم شمال النيجر، ثم رعية فرنسية أخرى اختطفت من فندق قبل إطلاق سراحه، وبعدها اختطاف الزوج الإيطالي في ديسمبر 2009 وإطلاقهم في افريل الماضي، وهو نفس الشهر الذي اختطف فيه جيرمانو قبل إعدامه، وأخيرا اختطاف 5 فرنسيين من عمال مجموعة اريفا الفرنسية من منطقة ارليت، والذين يحتمل اختطافهم من طرف "عمار أغ أمنوكال" الذي فر بهم إلى غاية منطقة تيغرغر القريبة من منطقة كيدال شمال مالي، وأكد مصدر "الشروق" أن تضاريس منطقة تيغرغر، وعرة جدا ويستحيل الوصول إليها، كما يصعب استخدام الطائرات فيها، لذا تفضل الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة استخدامها للاختباء وتنظيم هجمات ضد الرعايا والسياح الأجانب الذين يتحركون على محور موريتانيا تشاد مرورا بمالي والنيجر وحتى بعض المناطق الحدودية جنوب تمنراست وإليزي. وأكد المصدر أن أموال الفدية المقدرة بحوالي 20 مليون دولار منذ 2003، مكنت الإرهابيين من شراء أسلحة تعتبر ثقيلة من بلدان إفريقية مثل كينيا وكوت ديفوار وحتى إثيوبيا التي تتوفر على عناصر من الفلاشا عادوا من إسرائيل بأجندات محددة، ومن دولة جنوب إفريقيا التي تنتشر فيها تجارة السلاح على تطاق واسع، مضيفا أن جزءا من تلك الأموال تستعمل لإمالة سكان المناطق الشمالية لمالي والنيجر حتى لا تعترض تحركاتهم أو التبليغ عنهم وعن تحركاتهم، مشيرا إلى أن جهود الجزائر في تعزيز مراقبة حدودها الجزائرية مكنها من اكتشاف جميع المحاولات التي قامت بها المجموعات الإرهابية لتهريب السلاح نحو المناطق الشمالية، مشددا على أن الإشكال الحالي المطروح بحدة في منطقة الساحل وهو محاولات كل من موريتانيا ومالي، لجر الحكومة النيجيرية نحو قبول التدخل الفرنسي المباشر في المنطقة، مما سيكون بمثابة عود ثقاب في مخزن بارود سيفجر كل المنطقة بحجة محاربة التدخل العسكري الأجنبي المباشر.