قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عضو المجلس التشريعي الفلسطيني خليل الحية في حوار صحفي في معرض حديثه عن العلاقة بين حماس وحركة "فتح"... هل هي خصام أم عداء؟ هناك تنافس سياسي بيننا وبين الإخوة في حركة "فتح" ويتطور الأمر إلى الخصام السياسي، لكن لا يصل إلى درجة العداء باستثناء بعض الممارسات الحادة من الجانبين، والتي تتعلق بالانتقام، هذه يمكن وصفها بحالة العداء، العلاقة بيننا يحكمها البعد الفكري والإيديولوجي والبعد السياسي، فنحن إسلاميون نتمنى أن نرى الإسلام يحكم بوسطيته وعدالته وروحه الرحبة (...) هذه أمنية كل مسلم، لكن " فتح " فكرها علماني، يوجد خلاف بلا شك في المنطلقات الفكرية والرؤية السياسية، فبرنامجهم ونهجهم مختلفان عنا تماماً . * لكنه أشار إلى خطورة الانقسام في الساحة الفلسطينية قائلا: "ندفع جميعاً الثمن جراء هذا الانقسام. البنية الاجتماعية تأثرت سلباً. أعتقد أن هذا الأمر يشكل منطلقاً بالغ الأهمية في ضرورة الإسراع نحو إنجاز المصالحة، فالانقسام من أخطر العوامل التي تهدد المجتمع الفلسطيني " . * - وفي معرض حديثه عن وثيقة المصالحة قال: "من حيث المبدأ نحن ليست لدينا إشكالية في "حماس" في مناقشة أي شيء، لكن السؤال هل نحن ذاهبون إلى دمشق للتفاهم على الملاحظات التي أعاقت التفاهم على الورقة المصرية أم لإثارة مسألة جديدة، وهي بحث تحفظات "فتح"، أنا أرى أن هذه الخطوة ستعوق المصالحة، حركة "فتح" لم تعلن عن ملاحظاتها ولم تذكرها طيلة عام كامل، ولم يكن لديهم مانعا في أن يوّقعوا الورقة المصرية وبالفعل وقعوا. لذلك ليس من حق "فتح" اليوم بعد أن بدأنا في تذليل العقبات أن تطالب بإعادة بحث تحفظاتها. وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الخطوة - لو حصلت- بداية للتراجع عن الاتفاق، لذلك آمل ألا يتم ذلك، لقد سألت الفصائل: هل لديكم استعداد أن توقعوا على الورقة المصرية من دون ملاحظات؟ أجابوا: نعم. فقلت لهم نحن ليس لدينا استعداد أن نوقع على الورقة قبل معالجة ملاحظاتنا. إذاً، الذي له حق حصري في مناقشة ملاحظاته هو الذي امتنع عن التوقيع. وإذا بدأنا بحث ملاحظات كل فصيل، فهذا معناه أننا فتحنا بطن الورقة المصرية ومزقناه، ملاحظات "حماس" تتعلق فقط بنصوص اختلفت، ونحن لا نطالب بإجراء أي تغيير في بنية الورقة أو فكرها، لأن ورقة المصالحة هذه نحن الذين صنعناها مع " فتح " والفصائل برعاية مصرية، لذلك أقول إن هذه الورقة صناعة فلسطينية برعاية مصرية . * - وبخصوص موقف الحركة من مسألة التفاوض مع اسرائيل، أكد الأستاذ حليل الحية أنه : * ما زلنا لا نقبل مبدأ التفاوض مع الاحتلال لأسباب مبدئية. حركة "فتح" كانت أقوى من "حماس"، ومع ذلك لم تعطها إسرائيل شيئاً. باختصار إسرائيل لا تفكر بإعطاء الفلسطينيين شيئاً. إسرائيل تؤمن بترحيل الشعب الفلسطيني ولا ترى أن له حقوقاً. ليت إخواننا في "فتح" يصلون إلى هذه القناعة، المفاوضات كما ذُكر في وثيقة الوفاق الوطني التي نلتزم بها من اختصاص منظمة التحرير ورئيس السلطة، فإذا توصلوا إلى شيء يمكن أن يطبق على الأرض فيطرح في استفتاء على المجلس الوطني الجديد، والذي يضم فلسطينيين في الداخل والخارج. هذا كلام منطقي وموضوعي . * - وفي مواجهة الشائعات بأن حماس توطئ للتشيّع في فلسطين من خلال تلقيها للدعم المالي الايراني أكد الأستاذ الحية: "أقول بصوت عال إن إيران لا تطالبنا بأي أثمان سياسية، وأنا أقدم الشكر لكل من يدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة، ولإيران على وجه التحديد، "حماس" تحصل على دعم من إيران، والذي لا يقبل بالدعم الإيراني فليتفضل ليستبدله بدعم غير إيراني، يجب أن يدرك المسلمون والعرب أننا درع واق من أي تأثير سياسي أو عقائدي في مصالح الأمة، فنحن درع واق من دخول أي طائفة إلى بلادنا باستثناء السنّة، ونحن نقول لإخواننا الشيعة إنكم لن تستفيدوا شيئاً في أن تجعلوا واحداً من أهل السنّة شيعياً، لأن ذلك من شأنه أن يعزز الطائفية ويمزقها وأعتقد أنهم (الشيعة) يبادلوننا الشعور ذاته، قلنا لهم (الإيرانيين) بكل وضوح نحن لا نقبل في أي حال من الأحوال أن يدخل المذهب الشيعي إلى بلادنا نحن أهل السنّة، باختصار نحن لا نوافق على أي ثمن سياسي من أي جهة كانت حتى لو كانت حليفة تحت أي مبرر ممكن أن يسوغ لنا .