تصوير: مكتب عنابة قالت الداعية السورية، الدكتورة رفيدة الحبش، إن الشعب الجزائري ينعم هذه الأيام بحرية مطلقة ورائدة، لا مثيل لها أبدا في العالم العربي. * وأوضحت في مقابلة خاصة مع الشروق اليومي على هامش مشاركتها في فعاليات الطبعة العاشرة لتظاهرة المولد النبوي الشريف، التي تنظمها جمعية الإصلاح والإرشاد بعنابة، أن الصورة القديمة التي كانت تحملها عن الجزائر قبل هذه الزيارة الأولى التي قادتها إلى تلمسان والشلف والجزائروعنابة قد تغيرت تماما، بعد أن شاهدت وعلى المباشر مظاهر الحرية الرائدة التي يتمتع بها الإنسان الجزائري، والمتسمة بحرية تشكيل الجمعيات ونشر الدعوة الإسلامية واستقلالية الإعلام والقضاء، وهو ما جعلها تبارك هذه الثورة الجزائرية التي حررت البلاد والعباد، وجعلت الجزائر بلدا متقدما في أكثر الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وعبرت هذه الداعية عن فرحتها العارمة للمستوى المتقدم والمكانة الطيبة التي تحتلها اللغة العربية في أوساط الجيل الحالي، وقالت إننا في سوريا مازالت الأغلبية تتصور أن الجزائري مفرنس اللغة، ولا يجيد النطق بالعربية. *
* * هل لنا أن نتعرف أولا على الدكتورة، ضيفة الطبعة العاشرة لتظاهرة المولد النبوي الشريف بعنابة؟ * - ولدت في دمشق عام 1957ونشأت في أسرة مؤمنة تحب العلم وتشجع عليه، حزت على الليسانس من كلية الشريعة في جامعة دمشق عام 1984 والماجستير من جامعة كراتشي في الباكستان عام 1992، ثم تحصلت على الدكتوراه في الدعوة والإعلام من جامعة أم درمان في السودان عام 2001، افتتحت بفضل الله أول معهد لتحفيظ القرآن الكريم للإناث في مدينة حماة، واليوم أصبح عددها 13 معهدا في ذات المحافظة لوحدها. كما درست في المعاهد علوم القرآن الكريم، من تفسير وتجويد وأحكام، بالإضافة إلى السيرة النبوية والحديث الشريف والفقه. ومن أعمالي إدارة معهد الأندلس لعلوم القرآن الكريم، والتدريس الديني في المساجد، والمشاركة في عدة مؤتمرات إسلامية وعربية وعالمية، عضو في منتدى الوسطية العالمي، وعضو في لجنة حوار الأديان، عضو التجمع الوطني لخيار المقاومة. أعمل حاليا مع قناة "اقرأ" في إعداد وتقديم برمج دينية. *
* * كيف وجدتِ الجزائر في أول زيارة لها! * ** مع الأسف الشديد معلومات السوريين عن الجزائر قليلة جدا. وكل ما نعرفه عن الشعب الجزائري أنه مجاهد وبسيط وصادق وغيور على دينه ووطنه. وفي الشام يُجمع الناس أن الجزائري يثور من أجل الحصول على حقوقه. وأعترف أن الإعلام السوري مقصر كثيرا في التعريف بماضي وحاضر هذا البلد العربي الشقيق. وعندما زرت الجزائر منذ حوالي أسبوع للمشاركة في احتفالات المولد النبوي الشريف، أحسست أنني اكتشف قطرا عربيا جميلا وأنيقا، وأتعرف على شعب عربي مسلم، بعيد كل البعد عن الاخرين، بالجدية والشهامة والكرم والنبل * * وهل كانت الصورة الجزائرية مغيبة عندكم إلى هذه الدرجة؟ * ** صدقني إن قلت إننا جميعا مقصرون في التعرف على هذا الوطن الشقيق، وقد تستغرب إن قلت إن السوريين قد تعرفوا أكثر عن حاضر ومستقبل الجزائر من خلال نشرة "الحصاد المغاربي" بقناة الجزيرة، أو من خلال عدد من المستثمرين السوريين في الجزائر، والذين يقولون لنا دائما لا يمكن وصف الجزائر بالصورة الحقيقة إلا من خلال زيارتها. * * الجزائر عانت من بعض فتاوى دعاة الفتنة وتعافت أخيرا، فهل تحملون فكرة واضحة عما جرى بالضبط؟ * * ما نعرفه أن الجزائر تحررت بفضل قوافل الشهداء في حرب التحرير، حتى أصبحت تلقب في العالم بقبلة الثوار، كما نعرف أنها عانت كثيرا من جحيم الفتنة، والتي تعافت منها بفضل مساعي الرئيس بوتفليقة الداعية للوئام المدني والمصالحة الوطنية، ونحن في سوريا نعتبر هذا الرئيس هو من أخرج الجزائر من ظلمات الإرهاب الأعمى الى نور التسامح والأخوة بعون الله. ولا أعتقد أن هناك في دمشق من كان وراء ما حدث لكم من فتنة ضالة. * *هل لك بتعريف هذه الأسماء في كلمات سريعة؟ * 1 لبنان؟ * - إخوة لنا في الماضي والحاضر والمستقبل * 2 ثورتا تونس ومصر؟ * - نباركهما في سوريا.. والعلماء كانوا هم القادة. * 3 الأزهر الشريف؟ * - نأمل أن يرفع عنه غطاء السياسة بعد تنحي مبارك. * 4 حسن نصر الله؟ * - يحظى باحترام وتقدير السوريين. * 5 عبد العزيز بوتفليقة؟ * - نقيض مبارك وبن علي. * 6 الجولان؟ * - لن يتحرر بالخطب المنبرية * 7 السنة والشيعة في سوريا * - إخوة على طول.. ولا خلاف * 8 المرأة الداعية؟ * - تعاني أكثر مما يعانيه الرجل الداعية، وأجد راحتي أكثر مع النساء. * 9 الحجاب في التلفزيون السوري؟ * - "لا يجوز" للمنشطات والمذيعات! * 10 التوريث في الوطن العربي؟ * - "خلاص" انتهى التوريث وجف القلم! * وماذا تقولين لقراء الشروق اليومي في الختام؟ * -تعرفت على الشروق اليومي وأنا في تلمسان عندما حكى لي الإخوة أنها الجريدة الأولى في الجزائر. وفي عنابة نصحني الإخوة في جمعية الإرشاد والإصلاح بالتحدث إلى الشروق اليومي، وعندما تصفحتها على مدار أسبوع كامل تأكدت أنكم تنعمون فعلا بالحرية الرائدة في التعبير والرأي. كما تأكدت أن الجزائرالجديدة هي بخير، عندما أدرك الإعلاميون أن الحرية الإعلامية تتلخص في الدفاع عن مثل وقيم هذا الشعب، الذي دفع من أجل استرجاع سيادته الدينية واللغوية والوطنية ثمنا غاليا.