"غرنيكا" بلدة صغيرة في بلاد ال "باسك" الإسبانية، لا تذكر إلا عندما يريد الوطنيون الباسك تذكير مناوئيهم أن الملك "فرناندو" والملكة "إيسابيلا" كانا قد قطعا عهدا للباسكيين، تحت شجرة البلوط، في "غرنيكا" عام 1479، تعهدا على احترام الخصوصيات الباسكية. حتى تذكّرها التاريخ يوم 26 أبريل 1937، عندما دكها طيران "هتلر"، نصرةً لحليفه "فرانكو" ضد الجمهوريين... ففي هذا اليوم، (يوم السوق الأسبوعية)، طمرت القنابل ما بين 1500 و2000 ضحية إسبانية تحت الأنقاض... ومع أن الفظاعة التي سبقتها ولحقتها لم تتغير، إلا أن "غرنيكا" دخلت المخيال الشعبي العالمي ورسخت فيه لأن... لأن "بابلو بيكاسو" خلدها في أشهر لوحة، ولأن الجاني هو "هتلر"... فقط الفن هو الذي أخرج الألفي ضحية من بين 350 ألف قتيل في الحرب الأهلية الإسبانية.... لكي نعلم أن بشاعة الحرب هي هي لا تختلف... وأن "غرنيكا" لبنان لا "بيكاسو" لها... لأن النازية سفّرت "غرنيكا" من العصور الوسطى إلى العصر الحديث، فأصبحت معروفة... أما النازية الجديدة فقد أرجعت لبنان من نور القرن الواحد والعشرين إلى كهوف إنسان ما قبل قبل العصر الحجري!..