قال دبلوماسيون ان مشروع قرار فرنسي بريطاني لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا قد يعرض في بداية الاسبوع على مجلس الامن الدولي، بينما يكثف الزعيم الليبي معمر القذافي هجماته العسكرية على الثوار.
* وقال دبلوماسي في المجلس لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته "عليكم ان تتوقعوا شيئا حول لييبا هذا الاسبوع"، مؤكدا ان فرنسا وبريطانيا تعدان نص قرار. * واضاف ان "الامر اصبح ملحا"، موضحا ان "بعض عناصر القرار اصبحت جاهزة ويمكن توزيعها على المجلس وقد يحدث ذلك هذا الاسبوع". * واوضح دبلوماسي آخر ان "الامر مرتبط بالوضع على الارض. اذا ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان او تورط مرتزقة في القتال". * واطلقت بريطانيا وفرنسا اقوى نداء بين الدول الغربية لفرض منطقة محظورة على الطيران للحد من هجمات القذافي. وقالت الولاياتالمتحدة انها تدرس هذا الاحتمال لكنها حذرت من العملية العسكرية التي قد يتطلبها تنفيذه. * وكان مجلس الامن الدولي فرض في 26 فيفري بالاجماع عقوبات على نظام القذافي وامر باجراء تحقيق في جرائم ضد الانسانية. * لكن اي تحرك باتجاه عمل عسكري يمكن ان يؤدي الى معركة دبلوماسية جديدة في المجلس وسيواجه على الارجح مقاومة كبيرة من الصين وروسيا ودول اخرى من الاعضاء ال15 في مجلس الامن. * وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان المتمردين الليبيين طلبوا "بشكل واضح" التحرك لمنع الهجمات الجوية لقوات القذافي لكنه اشار الى ان "عدة شروط يجب ان ترفق" باي منطقة حظر جوي. * وقال هيغ في مجلس العموم البريطاني "اننا نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في مجلس الامن الدولي نظرا لعجلة القضية، على عناصر قرار بشأن فرض منطقة لمنع الطيران ونؤكد بوضوح الحاجة الى دعم اقليمي وجهد مكثف لهذا القرار واساس قانوني واضح". * واضاف "يجب ان تكون هناك حاجة واضحة يمكن ان يراها العالم اجمع وان تكون هناك قاعدة قانونية لمنطقة كهذه لحظر الطيران وان يكون هناك دعم واضح من المنطقة، من منطقة الشرق الاوسط ومنطقة شمال افريقيا وشعب ليبيا نفسه". * وتابع "اعتقد ان هذه هي الشروط اللازمة لاقامة منطقة حظر جوي كهذه". * وخلال اجتماع خاص على مستوى مندوبي الدول الاعضاء لمناقشة الوضع في ليبيا، اكد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي تاييده لفرض حظر جوي على ليبيا . وقال "نضم صوتنا للاصوات المطالبة بفرض حظر جوي على ليبيا ونطالب مجلس الامن القيام بمهامه في هذا الصدد". * واكد رفض "اي تدخل عسكري في ليبيا"، مناشدا السلطات الليبية "السماح فورا بدخول المساعدات الانسانية دون تاخير". * وفي ابوظبي، طالبت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع في ابوظبي الاثنين مجلس الامن الدولي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا كما ناشدت القذافي "الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المدنيين" معربة عن ادانتها "للجرائم المرتكبة بحق المدنيين". * وتلا الامين العام للمجلس عبدالرحمن العطية في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول المجلس بيانا اكد ان دول المجلس "تطالب مجلس الامن بأخذ كل الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين في ليبيا بما في ذلك الحظر الجوي". * ويضم مجلس التعاون كلا من الامارات والسعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين. * من جهتها، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين غداة اجتماع وزير الخارجية آلان جوبيه بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ان الجامعة تدعم اقامة منطقة حظر جوي في ليبيا. * وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان عمرو "موسى اكد دعم الجامعة العربية لمنطقة حظر جوي" على ليبيا. * واكد "نامل في ان نبذل كل ما بوسعنا للمساهمة في التوصل الى حل للازمة في ليبيا. ونقوم بهذه الاعمال بالتنسيق الوثيق مع كافة شركائنا والبلدان المعنية ومجمل الهيئات الدولية والاقليمية". * وكان دعم دول عربية وافريقية ساعد في دفع روسيا والصين الى تليين موقفهما عند تبني القرار الذي ينص على تجميد اصول القذافي و25 شخصية اخرى قريبة منه، ومنعهم من السفر. * وقال دبلوماسيون وخبراء ان روسيا والصين اللتين تعارضان تقليديا العقوبات العسكرية، يمكن ان تقاوما الاجراءات الجديدة بعد قرار مجلس الامن الاخير. * وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الاسبوع الماضي ان فرض مناطق حظر جوي "ليس ضروريا"، داعيا الى الاكتفاء بالعقوبات التي فرضت. * وقد اكد الاثنين ان روسيا ترفض اي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا. وقال "لا نرى في التدخل الاجنبي، خصوصا العسكري، وسيلة لحل الازمة في ليبيا. على الليبيين ان يحلوا مشاكلهم بانفسهم". * من جهتها قالت وزارة الخارجية الصينية الاسبوع الماضي انها لا تؤيد عملا عسكريا. * كما قالت الهند العضو في مجلس الامن الدولي انها تعارض فرض مناطق حظر جوي لكن دبلوماسيين اكدوا ان هذا الموقف يمكن ان يتغير اذا تفاقم القتال في ليبيا. * وفي واشنطن، اكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) انها تلزم الحذر حيال هذا الخيار لكنها لا تعارضه.