أطلق عشرات الجزائريين العالقين في بعض المدن اليابانية، نداء استغاثة عاجلة لوزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، للتدخل السريع لإنقاذهم وتمكينهم من العودة إلى أرض الوطن، بعدما "فر" القنصل الجزائري و جميع موظفي القنصلية إلى مدينة "أوزاكا"، 500 كلم جنوب العاصمة طوكيو حسب ما رواه "للشروق أون لاين" جزائريون علقوا هناك. * يواجه العشرات من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة باليابان، والمقدر عددهم بنحو 200 شخص، معظمهم من الطلبة، صعوبة كبيرة في الاتصال بمسؤولي القنصلية الجزائرية بطوكيو لضبط كافة الإجراءات الخاصة بإجلائهم، وهذا بعدما قررت الحكومة الجزائرية إرسال طائرة خاصة لترحيلهم إلى أرض الوطن. ويطالبون بالإسراع في إنقاذهم من خطر التعرض للإشعاعات النووية، الناجمة عن انفجار المفاعل رقم 2 بالمحطة النووية "بفوكوشيما" التي تضررت جراء الزلزال و موجة التسونامي بشمال شرق اليابان. * وقال أحد أفراد الجالية المقيمة في اليابان "ج.ح" في اتصال مع "الشروق أون لاين"، "إن عشرات الجزائريين لا يزالون عالقين في بعض المناطق المتضررة من الزلزال"، وأضاف " نجد صعوبة كبيرة في الاتصال بالقنصلية التي أقفلت أبوابها في وجه الجالية، فقد توجه الجميع إلى مدينة "أوزاكا" للالتحاق بالطائرة التي أرسلتها الحكومة..فهل يعقل أن نترك وحيدين؟ وكيف يمكننا القيام بالإجراءات الخاصة بالإجلاء". * وأكد محدثنا، على لسان العشرات من الجزائريين العالقين في بعض المدن الشرقية والشمالية لليابان، استحالة وصولهم إلى مدينة "أوزاكا" الواقعة جنوب طوكيو، وقطع مسافة 500 كلم في ظل توقف كافة وسال النقل من القطرات والرحلات الجوية، وقال * "القطارات متوقفة، كيف يمكننا الوصول إلى "أوزكا" هذا شيء مستحل، ومن يملك منا سيارة لا يمكنه السفر في ظل النقص الكبير للوقود". * وصب المتحدث جام غضبه على الموظفين بالقنصلية، وقال " إن برمجة رحلة إجلاء الجالية الجزائرية من مدينة "أوزاكا" ومطار "كنساى" لتكون بعيدة عن مصادر الإشعاع النووي يمكن تقبله، لكن كان ينبغي تنظيم رحلات عبر الحافلات إلى هذه المدينة، كما فعلت باقي السفارات والقنصليات التي سارعت إلى إجلاء رعاياها، لا إلى إغلاق أبواب القنصلية وفرار كافة الموظفين إلى أوزاكا " . * ولم تتوقف معاناة محدثنا عند هذا الحد، بل تعقدت أكثر، خاصة بعدما تأكد أنه لن يتمكن من العودة وقال " لدي ولدان لا يملكان جواز سفر، وقد اتصلت بالقنصل الجزائري لأطرح له مشكلتي فرد علي : لا يمكنني فعل أي شيء لك ، بإمكانك البقاء معهما هنا في اليابان". * هذه المعاناة تلخصها أيضا عشرات التعليقات المنشورة عبر موقع السفارة الجزائرية باليابان، التي أطلقت نداءات استغاثة عاجلة لمساعدتهم وانتشالهم من الكارثة، إلى جانب تعليقات أخرى لعائلات جزائرية فقدت الاتصال بأحد أبنائها باليابان، وهي تترجى القائمين على شؤون القنصلية هناك بتطمينها على سلامة أبناءها من الزلزال وموجة التسونامي .