دعت الكاتبة الجزائرية صبحة بغورة الأقلام العربية للتفريق بين ثورات التغيير والانتفاضات، قبل الشروع في أي كتابة أو عمل أدبي، وأضافت أن الخدمة الكبيرة التي يمكن أن يقدمها الشعر للأحداث التي عرفتها بعض الدول العربية هي بالضبط إجادة التفرقة بين المفهومين. وقالت ضيفة جلسة الشعر الشعبي النسوي، في حديث خاص للشروق، أن هناك فرقا بين ثورة للتغيير الشامل والجذري للنظام كالتي حدثت في تونس ومصر، وبين الانتفاضة التي تبقى مجرّد حدث لا يؤدي بالضرورة إلى التغيير بقدرما يهدف لتعديل وضع ما أو لاسترجاع حق مهضوم. واعتبرت المتحدثة أن الشعر يمكنه أن يؤرخ للأحداث ويصفها ليأخذ شكل الوثيقة التاريخية، بالإضافة إلى دوره التمجيدي الذي يحشد الرأي العام حوله لدعمها ومساندتها، ورفضت أن يتعامل الشعر مع الثورات من باب الفضفضة فالمسألة بحسبها ليست طريقة تنفيس، بل يجب أن تكون بنظرة شاملة تتعلق بالحريات والكرامة والعدالة الاجتماعية. واعترفت صبحة بقوّة تأثرها بطبيعة الأحداث التي جرت مؤخرا في الوطن العربي، وتلك التي تجري سواء كثورات تغيير حقيقة أو انتفاضات سلمية أو مسلحة، وكشفت أنها بصدد إعداد عمل أدبي تريده أن يكون جامعا لذلك، وهو لا يزال معلقا إلى حين معرفة المصير الذي ستؤول إليه الأحداث الجارية في بعض الدول، مضيفة أن القاسم المشترك فيما بينها هو التطلع المشروع إلى العيش في مناخ الحرية والأمن. وراهنت المتحدثة على نسبة وعي المرأة العربية، وبينها المرأة الجزائرية، التي شاركت في الفترات الاستعمارية وطالبت بالحرية والاستقلال، ووعي المرأة يساهم في التوهج الفكري من خلال خوض المعارك الفكرية وملء الفراغ الثقافي والتحلي بالشجاعة السياسية، مطالبة بفتح المجال أمامها واسعا للتعبير في مختلف وسائل الإعلام واعترفت الشاعرة أن هناك من الكاتبات الجزائريات من تمكن من فرض أنفسهن وحققن الانتشار عربيا، واعتبرت ذلك دليلا على ثقة العرب بهن وبرهانا على جدارتهن وفرضهن لأنفسهن بالعمل الجيّد، فضلا عن تميز المجتمع الجزائري وتنوّع تراثه وغناه بمختلف الطبوع، وهذا ما جعله محل اهتمام شديد للتعرف عليه من قبل الغير، داعية الدولة لفتح الآفاق أمام إبداع المرأة الجزائرية على المستوى العالمي من خلال تسهيل مهمة مشاركتها في المحافل الدولية.