كشف أمس، وزير المالية مراد مدلسي أن الجزائر تمكنت من التوصل إلى اتفاق مع نادي لندن بشأن تسديد مسبق للديون التجارية الخاصة في اتجاه، حسب ما قال، يجعل الدولة تتفق بتسديد ما مجمله 12 مليار دولار من ديونها التي يستحقها ناديا باريس ولندن. سليم بن عبد الرحمان وأفاد الوزير في لقائه مع مديري الصحف ووسائل الإعلام بمقر وزارته أن هذه الديون المتفق على تسديدها لا تدخل ضمنها الديون التي دفعتها الجزائر مسبقا لروسيا والمقدرة ب 4.7 مليار دولار مقابل عقد صفقة شراء السلاح الروسي بقيمة 7 ملايير دولار. وكان منتظر أن تشرع الجزائر في مفاوضاتها مع نادي لندن بداية الشهر الجاري. وعلى ما يبدو تمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق حول تلك الديون التي كشف ضمنيا عنها الوزير والمقدرة بما يفوق 4.1 مليار دولار. يذكر أن الجزائر سددت حوالي 7.3 مليار دولار من أصل 7.9 مليار دولار التي تعد ديونا خارجية تستحقها الدول العضوة في نادي باريس، تبعا لاتفاقية متعددة الأطراف أبرمت بباريس في 10 ماي الماضي، التي تبعتها اتفاقيات ثنائية مع الدول الأعضاء. ومن المقرر أن تتراجع الديون الخارجية للجزائر مع نهاية السنة الحالية، إلى مستوى 5 ملايير دولار. من جهة أخرى، أكد الوزير أن برنامج دعم النمو الممتد إلى غاية 2009 سيستهلك من الميزانية العمومية نحو 120 مليار دولار وهو ما اعتبره الوزير شبيه بمشروع مارشال وسماه بدلا عن ذلك مخطط بوتفليقة. وعن التساؤل حول أرباح الشركات الأجنبية التي تحول إلى الخارج والتي يقدر أن تصل السنة القادمة، حسب ما تم تداوله إعلاميا إلى 10 ملايير دولار، رد الوزير أن حجم الاستثمار العمومي المحدد - حسبه - ب 120 مليار دولار يجعل وصول أرباح الشركات الأجنبية السنوية تصل إلى رقم يفوق 10 ملايير دولار، وهو الأمر الطبيعي، حسب رأيه. كما أكد الوزير ان الصحة المالية التي تعرفها الدولة ستستمر إلى سنوات عديدة أخرى، فبنظر الخبراء لن تنزل أسعار البترول عن 50 دولارا للبرميل وهو ما سيضمن إتمام المشاريع العمومية المقررة. وبمناسبة لقائه مع مديري الجرائد ووسائل الإعلام اقترح الوزير إنشاء شباك موحد للتعامل الجبائي مع الإعلام وهو المقترح الذي لم يرد الوزير التفصيل فيه .