تسببت الانقطاعات الكهربائية المتكررة خلال هذه الأيام في إلحاق أضرار جسيمة بما لا يقل عن 60 في المائة من تجار التجزئة والخدمات، وتراجع نشاط الخبازين إلى حوالي 20 في المائة فقط في كثير من الولايات، في وقت حذرت فيدرالية حماية المستهلكين من تزايد حالات التسممات الغذائية، بسبب تفكك شبكة التبريد. * وقال ممثل اتحاد التجار والحرفيين بأن تنظيمه يتلقى اتصالات يومية من التجار وأصحاب وكالات للخدمات وكذا مصانع إنتاج المنتجات الغذائية، يشتكون فيها من الخسائر المعتبرة التي تكبدوها بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عبر كافة ولايات الوطني، مؤكدا بأن التذبذب في التموين بالكهرباء أثر أيضا بشكل واضح على الأسر التي شرعت مؤخرا في الإعداد لشهر رمضان، من خلال تخزين بعض المواد الغذائية التي تتطلب التبريد. * وأفاد حاج الطاهر بولنوار أن الانقطاع في التموين بالكهرباء يعد من الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الإصابة بالتسممات الغذائية، قائلا بأن من أكثر التجار المتضررين من أزمة الكهرباء صانعي المثلجات الذين ينشطون خلال فترة الصيف فقط، إلى جانب المخابز والجزارين وبائعي اللحوم المجمدة، وكذا محلات بيع الحليب ومشتقاته وتجار الخدمات من بينهم أصحاب نوادي الإعلام الآلي. * ويصر التجار على توجيه اللوم كله لمصالح مؤسسة سونلغاز، بسبب عدم حرصها على إعلام التجار مسبقا بالانقطاعات الكهربائية، وهو ما ألحق بهم ضررا ماديا بسبب تلف حوالي 30 في المائة من السلع المعروضة للبيع، محملا سونلغاز مسؤولية تعويض التجار ما تكبدوه من خسائر فادحة، محذرا في الوقت ذاته بعض التجار من مغبة بيع سلع فاسدة بسبب الخلل في التموين بالكهرباء. * ودعا المصدر ذاته مصالح الرقابة التابعة لوزارة التجارة وكذا السلطات المحلية إلى تشديد الرقابة على الأسواق الموازية والمحلات التجارية، ويتزامن هذا النداء مع الحملة التي تقوم بها وزارة التجارة هذه الأيام بغرض دفع التجار إلى احترام سلسة التبريد. * ومن جهته أفاد رئيس اللجنة الوطنية للخبازين معمر هنتور بأن نشاط محلات صنع الخبز تراجع مؤخرا إلى 20 في المائة فقط، بسبب الانقطاعات الكهربائية، محملا مؤسسة سونلغاز المسؤولية الكاملة، لأنها لا تقوم بإعلام الخبازين مسبقا بتلك الانقطاعات، واصفا الوضع بالكارثي بسبب استمرار انقطاع الكهرباء في كثير من المناطق لمدة تتجاوز الست ساعات يوميا. * وتساءل المتحدث عن سبب عدم تنفيذ مؤسسة سونلغاز لوعودها، من خلال مساعدة الخبازين على اقتناء مولدات كهربائية، موضحا بأن الكثير من الخبازين رفعوا دعاوى قضائية ضد هذه المؤسسة بسبب الخسائر التي تكبدوها خلال السنة الماضية دون أن يتلقوا تعويضات، مرجعا أزمة الخبز التي تعيشها مختلف الأحياء والمناطق إلى قلة التموين بالكهرباء. * وحذر رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلكين زكي حريز من خطر اتساع حالات التسممات الغذائية، بسبب الضرر الذي لحق بالجزارين والخبازين وبائعي المواد الغذائية المجمدة وكذا المعلبات، قائلا بأنه ينبغي على التجار اتخاذ الاحتياطات اللازمة من خلال اقتناء مولدات للكهرباء، "لأننا اليوم بحاجة إلى تجار محترفين وليس لمغامرين".