رفضت الجزائر حصر تعاونها العسكري مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب فقط، مفضلة توسيع التعاون العسكري بين البلدين إلى مجالات أخرى، حسب السيد بيتر هوكسترا رئيس لجنة الاستعلامات، الذي زار الجزائر شهر جانفي الماضي، لمدة يومين على رأس وفد برلماني رفيع المستوى في إطار التشاور السياسي بين البلدين. عبد الوهاب بوكروح وقال هوكسترا، الذي كان يلقي تقريرا حول مكافحة الإرهاب أمام أعضاء لجنة تفكير تابعة لمجلس الشيوخ، إنه طلب من الإدارة الأمريكية مراجعة سياساتها تجاه بعض الدول ومنها الجزائر التي تعتبر شريكا في هذا المجال. ويوصي المتحدث، الذي يشغل أيضا، رئاسة اللجنة الدائمة، الممثلين بالكونغرس، بانتهاج خطوة موازية لمحاربة الإرهاب، خاصة ما يسمى بشبكة القاعدة، قائلا "لقد تأكد لنا أنه لا يمكن كسب الحرب على الإرهاب بالوسائل العسكرية لوحدها"، مضيفا "نحن بحاجة إلى استراتيجية موازية لا تتوقف على الجوانب الأمنية وتبادل المعلومات بين الدول، لكن بإشراك جوانب أخرى تتعلق بالتنمية"، موجها انتقادات للطريقة التي يدير بها الرئيس بوش الحرب على الإرهاب، قائلا إن العديد من الدول ترفض هذه الاستراتيجية أين ذكر الجزائر كواحدة من هذه البلدان، قائلا إن الجزائر لا تريد تعاونا مع الولاياتالمتحدة يقوم فقط على مكافحة الإرهاب. وقال المسؤول الأمريكي إن "المسؤولين الجزائريين وقادة الطبقة السياسية أجمعوا حول تطوير علاقات مع الولاياتالمتحدة في المجال الاقتصادي والصيدلاني وفي مجال الطاقة وفي قطاعات أخرى بعيدا عن الجوانب العسكرية، والاستخباراتية"، ووجه المتحدث انتقادات للسياسة الأمريكية بعد خمس سنوات من أحداث سبتمبر. وتحاول إدارة بوش حصر تعاونها مع الجزائر في جانب مكافحة الإرهاب، حيث قام وفد من ضباط سامين من الجيش الأمريكي بقيادة الجنرال المتقاعد روبرت روتفورد بزيارة للمدرسة التطبيقية للقوات الخاصة ببسكرة بالناحية العسكرية الرابعة في الفترة الممتدة بين 8 و11 أوت الفائت، أين استمع لشروحات من نظرائه الجزائريين، حول التجربة الجزائرية. وبحسب مجلة "الجيش"، فقد تكفل باستقبال الضباط الأمريكان، الجنرال عمار عمراني، الذي أوضح أن مهمة الجيش الجزائري هي "محاربة الإرهاب في الداخل والخارج". وتعتبر إدارة بوش، الجزائر حليفا في حربها، لكن المسؤولين الجزائريين، حسب السيد هوكسترا، "لا يريدون الاستماع أكثر إلى هذا النوع من الخطاب الذي يقتصر التعاون بين البلدين على مكافحة الإرهاب"، وقدم المسؤول المذكور تقريرا في 28 صفحة ضمّنه وجهة نظر الجزائر والرسميين الذين التقاهم ومنهم رئيس الحكومة السابق السيد أويحيى ورئيس البرلمان السيد سعيداني عمار ووزير الخارجية محمد بجاوي، الذين أكدوا توجه الجزائر نحو المصالحة والتركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستقرار.