شن ضحايا النيران المهولة من الأهالي الغاضبين الذين احترقت قراهم ومداشرهم في جبال بلدية الشقفة حركة احتجاجية واعتصاما، منذ الصباح الباكر ليوم الأحد، وسط حراسة أمنية مشددة، وضربوا على إثره حصارا شاملا على مقر البلدية الذي شلوه بالكامل، ومنعوا خلية الأزمة المنصبة من دخوله، بينما حاصروا رئيس البلدية بداخله ومنعوه من الخروج، غير معترفين به كطرف للحوار، ومطالبين بحضور فوري للوالي، وقالوا بأن حركتهم الاحتجاجية لن تتوقف إلى أن تتحقق كل مطالبها. * وكسر بعض الغاضبين في خضم حالة التوتر البالغ التي طبعت الساعات الأولى من الاحتجاج الباب الزجاجي لمدخل مقر البلدية الرئيسي، التي منع الموظفون والعمال من دخولها ومزاولة عملهم، في حين تعرض رئيسها للحصار داخل المقر ومنع من مغادرته من قبل مئات من ضحايا الحرائق الغاضبين الذين لم يعترفوا به كطرف محاور، رغم محاولات رجال الأمن لتهدئتهم، مطالبين الوالي بالحضور شخصيا للاستماع إلى مطالبهم، وقائلين بأنه قد طفح كيلهم من رئيسالبلدية "بسبب طريقة تعاطيه مع الحرائق التي عصفت بقراهم وممتلكاتهم". * وقال الضحايا بأن السبب الرئيسي فيما بلغته الحرائق من أبعاد كارثية هو سلبية وتلكؤ السلطات المحلية في التدخل لوضع حد للنيران، من جهة، وتقاعسها، من جهة أخرى، منذ سنين طويلة عن تلبية مطالبهم بتنمية القرى إياها وبتهيئة الطرقات الجبلية المؤدية إليها، حيث حالت المسالك الوعرة دون وصول مركبات الحماية المدنية إلى منازلهم وحقولهم وممتلكاتهم لإنقاذها من النيران. * وطالب المحتجون من عدة قرى متضررة على غرار "احلالة" و"اغبالة" و"أولاد مسعود" و"السبت" و"البلوطة" و"بوعصفور"، بتعويضهم عن كل ممتلكاتهم التي أتت عليها النيران، وبفك العزلة عن قراهم، وشق الطرق نحوها وإصلاح وتعبيد المتضررة منها، وتزويد منازلهم بالمياه الصالحة للشرب، وبناء المدارس من أجل ضمان تعليم أبنائهم. وفي سياق متصل، جاء لافتا للانتباه استغلال بعض سكان أحياء مدينة الشقفة التي تعاني طرقاتها حالة خراب كامل وبقيت منذ سنوات دون تعبيد، على غرار حي "يوفني"، لمناسبة الحركة الاحتجاجية هذه، من أجل إعادة رفع مطالبهم بتعبيدها. * ووصف المحتجون رئيس بلدية الشقفة ومجلسها البلدي بفاقدي الشرعية وقالوا بأنه على السلطات العليا أن تحاسبه رفقة كل الذين وقفوا وقفة المتفرج على مأساتهم خلال الحرائق، وذكروا بأن ما أطفح كيلهم هذه المرة، "هو أن رؤساء البلديات عبر تراب الولاية استقبلوا مواطنيهم المتضررين واستمعوا إلى انشغالاتهم ومطالبهم، في حين اختفى رئيس بلديتنا ومجلسه عن الأنظار، كأن مأساة الشعب لا تعنيهم أو كأنها حدثت في كوكب آخر"، وصنفوا طريقة تعاطيه مع احتجاجهم بالاستفزازية التي تستهدف استفزازهم من أجل أن ينساقوا وراء التكسير والحرق والتخريب، فتقام عليهم الحجة، وقالوا بأن تلك الحيلة لن تنطلي عليهم.