طالب عشرات المستفيدين من مشاريع أونساج في قطاع النقل تدخل هذه الأخيرة لدى المؤسسات البنكية لتخفيض قيمة القسط المالي المفروض عليهم كل سداسي، معتبرين مبلغ 36 مليون للسداسي الواحد رقما تعجيزيا في ظل حالة التشبع التي يعانيها قطاع النقل في وقت يعاني فيه نصف العدد الإجمالي لمؤسسات النقل التي تم استحداثها عن طريق قروض أونساج من عجز فادح في تسديد الديون، مما جعلها محل متابعة من قبل البنوك وكذا العدالة، في حين تصارع الكثير منها من أجل الاستمرار في النشاط وتحاول جاهدة من أجل تفادي الإفلاس. * وحذرت المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين في بيان حررته أمس من مغبة مواصلة دعم الشباب في قطاع لم تتضح الرؤية فيه بعد، في إشارة إلى قطاع النقل، كما أنه لا يحتكم في تقديرها إلى مخططات للنقل المنصوص عليها قانونا، متسائلة عم كان المقصود من القروض التي استفاد منها الشباب في قطاع النقل هو امتصاص للبطالة فحسب، أم أنها عبارة عن بطالة مقنعة، رافضة أن يتم تخليص الشباب من شبح البطالة لإيقاعهم في فخ المديونية. * ويرى التنظيم ذاته بأن مواصلة تدعيم الشباب المستثمر في قطاع النقل ما هو في الواقع سوى إرجاء لبطالتهم، بحجة أن هذا الدعم يفتقد للمقاربة الاقتصادية، بسبب افتقار القطاع ككل لمخطط يضبطه، وهو ما نجم عنه فوضى النقل نظرا لتضاعف عدد المركبات من التي احتلت الشوارع، مقابل ضعف التسعيرة التي لا تتماشى في نظر المنظمة مع حجم الأعباء المتزايدة. * وفي سياق متصل رحبت منظمة الناقلين بالإجراء الذي اتخذته الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب مؤخرا، والمتضمن إعادة توجيه الشباب المقبل على الاستثمار في النقل، داعية إلى استثناء المناطق التي تحتكم على مخططات للنقل، وكذا مؤسسات النقل التي استفادت من التوسعة، داعية الصندوق الوطني للتأمين على البطالة وكذا الوكالة الوطنية لدعم الاستثمار كي تحذو حذو أونساج. * ودعت النقابة ذاتها الشباب للعدول عن الاستثمار في قطاع النقل، حتى وإن بدت المناطق التي ينشطون فيها ذات مردودية، بحجة أن السلطات المحلية من بينها الولاة لا يمكنهم حماية الاستثمار، "بل سيغرقونها بفائض من المركبات"، وناشدت المشاركين في لقاء الثلاثية للنظر بموضوعية في إشكالية ديون الشباب المستثمر، من خلال إعادة جدولة الديون تجاه البنوك وكذا الضريبة، فضلا عن إعفائهم من الغرامات الناجمة عن التأخير في تسديد المديونية، متسائلة عن كيفية مراجعة مديونية المؤسسات الكبيرة، في حين يتم حرمان مؤسسات الشباب من ذلك. * من جهته يرى الشاب جودي من حي بولوغين الذي انتقل إلى الشروق ليروي معاناته أنه من المدافعين عن الألية التي وضعتها الدولة ضمن مشاريع أونساج، ويرفض القائلين بضرورة مسح الديون، وذلك لضمان بقاء الآلية، غير أنه يرى بضرورة إعادة النظر في جدول الإيفاء، ويقول إنه تعجيزي في ظل فرص العمل الشحيحة التي يوفرها السوق، ويضيف أنه يتعين على الدولة تعميم التسهيلات الجديدة التي أقرها لصالح الشباب بعد شهر مارس على المستفيدين من البرنامج القديم.