أقبح ما في الثورات العربية أن الكثير من مشاهدها صارت ممنوعة على من تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة عاما، فالنار لم تبق السلاح الوحيد بأيدي الأنظمة لإسكات الحالمين بالحرية، وكما علمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية في أبي غريب، كيف يُقتل الشرف قبل الجسد والروح، باشروا هم أيضا سياسة المجون مع ماجدات البلد، وللأسف فإن بعض الثوار أيضا ردّوا بمجون مماثل، عندما أطعم الزعيم المغتال معمر القذافي جنوده بحبيبات الفياغرا، فردّ الثوار بممارسة الفاحشة حتى على الجثث! * في سوريا يُحكى أن الموسم الجامعي الجديد افتتح بأميرة جمال في معهد الطب، تدعى إيمان القادري، وهي حسناء يقال إن جمالها الخُلقي والخلقي يفوق الوصف، ولكن شهريار البلاد برجال الشبيحة، أراد أن يُسكتها عن كلام الطب المباح، فاختطفوها وغيّبوها نهائيا عن الحياة، لأنها شاركت في مظاهرة دعت للحق في الكلام المباح، فرأى شهريار دمشق أن لا تعيش هي ورفيقاتها ليلة واحدة من ألف ليلة وليلة، وكما مرّت جريمة أبي غريب من دون ردع أو حتى رد فعل عربي، تمرّ جرائم الأنظمة العربية في حق الشرف من دون أي رد فعل، رغم أن التاريخ العربي بجاهليته وإسلامه قدّم نماذج عن حروب وثورات، اندلعت دفاعا عن الشرف، مثل حرب البسوس التي دامت أربعين سنة بسبب ناقة امرأة تدعى البسوس بنت منقذ، إلى موقعة بني قينقاع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد أن أراد جماعة من اليهود كشف وجه صحابية مسلمة، إلى حرب عمورية التي أعلنها المعتصم بعد أن استفز رومي امرأة مسلمة، فصاحت: وامعتصماه. فأرسل المعتصم لنجدتها جيشا ذيله في بغداد ورأسه في عمورية أعادت للمسلمين شرفهم. * الثورات التي شهدها العالم في السبعينات في أمريكا الوسطى واللاتينية، وفي أواخر الثمانينات في أوربا الشرقية، كانت عبارة عن حركة شعبية مطالبة بالتغيير الذي أزاح الديكتاتورية، في صراع أشبه بكسر العظام بالعظام، دون المساس بالروح وبالشرف، لكن الثورات العربية، حملت مشاهد الرعب، إلى درجة أن القناة الفضائية الفرنسية الثانية تعرضت للتهديد من متفرجيها بالمقاطعة نهائيا، إن واصلت بث صور ثوار ليبيا وهم يقدّمون أمام الملأ أبشع صور الرعب، كما حملت مشاهد إباحية من سوريا، أبانت أن الأنظمة وبعض معارضيها الذين سرقوا الابتسامة من وجوه الأفراد سرقوا أيضا الأخلاق، فصار الانتقام أحيانا أقبح من الفعل، وأجهِض في هذه الثورات الحلم الجميل الذي عاشت به ولأجله الشعوب. * في بلجيكا، عندما اختطِفت صبية في الرابعة من عمرها، أعلن الملك وعقيلته إضرابا عن الحياة إلى أن تعود الصبية لوالديها، وأصبح البحث عن الضائعة واجبا قوميا، وفي ألمانيا، قادت الفنانة الشهيرة، ساندرا، حملة شعبية بحثا عن الصغيرة ماريا ماغدالينا ،بعد أن اختطفها والدها من مطلقته وسافر بها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي الوطن العربي، يضيع الشرف والوطن، وشعار الجميع "أنا وبعدي الطوفان". * طلبة معهد الطب في جامعة دمشق يقولون إن إيمان القادري هي ملكة جمال سوريا والعالم العربي خُلقا وخلقة، ولكن الذين حكموا لأجل جمهوريات القبح الخُلُقي والخلقي، جعلوا هذه الثورات ممنوعة على الأطفال وعلى الكبار.. بل على الجميع.