وزيرة الثقافة خليدة تومي أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي أن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011، أثبتت للعالم أجمع أن "صدر الثقافة الإسلامية يتسع لأبنائها ولبناتها، ويتسع لكل من يريد أن يشاركها حوار التعايش في كنف الاحترام، وأن صدر هذه الثقافة وفوق كل هذا يتسع للإنسانية جمعاء". * وزيرة الثقافة، وفي الكلمة التي ألقتها بمناسبة انعقاد المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة السابع المنعقد مؤخرا بالجزائر العاصمة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، قالت إن هذه التظاهرة استطاعت من خلالها الجزائر أن تقول للآخر إن الثقافة الإسلامية ثقافة تعايش وسلم وحوار وتبادل للأفكار، عبر ما تضمنه البرنامج الثقافي والفني المسطر من قبل اللجنة التنفيذية لهذه التظاهرة، حيث استعرضت وزيرة الثقافة وبالأرقام الحصيلة الأولية لأهم الإنجازات والمشاريع بما في ذلك ما تم إبداعه من إنتاجات وإبداعات لمفكرين ومثقفين، منها 10 منشآت ثقافية تضمنت 4 متاحف، قصر للثقافة، مكتبة ولائية، مسرح في الهواء الطلق، قصر للمعارض، قاعة سينما، مركز مختص في البحوث الأندلسية ومركز للمخطوطات، بالإضافة إلى ترميم عديد المعالم الأثرية، قبل أن تشير إلى أن التظاهرة مكنت من جانب آخر من نشر إلى حد اليوم 370 عنوان كتاب، وتنظيم 48 أسبوعا ثقافيا وطنيا، 22 أسبوعا ثقافيا دوليا، 12 ملتقى دوليا، 17 إنتاجا مسرحيا، 29 فيلما وثائقيا، 140 معرض في الفنون والتراث، 9 مهرجانات دولية، 180 جولة فنية، منتهزة فرصة انعقاد هذا المؤتمر لتقدم شكرها الكبير لجميع الدول الإسلامية المشاركة في هذا الحدث الدولي الثقافي الإسلامي، بما في ذلك الدول الشقيقة ممن تتواجد بها أقليات إسلامية، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، الهند، الصين، روسيا وإسبانيا وغيرها من الدول الأخرى التي أبت إلا أن تشارك وتستعرض في مشهد مفتوح على التبادل الثقافي والحوار الحضاري ما تزخر به هذه البلدان من ثراء ثقافي متنوع ومتعدد أسس لتواجد إنساني وهوية إنسانية في هذه المعمورة،. وزيرة الثقافة التي اعتبرت أن فعاليات التظاهرة التي تمكنت من إنشاء جسور وروابط ثقافية وحضارية ما بين المشاركين في هذه الفعاليات، تؤكد أن ذلك يعد بمثابة صمام الأمان للمستقبل الثقافي المشترك بين دول المعمورة. ومن جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة "الإيسيسكو" الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري أن ما ينبثق من خطط واستراتيجيات ومشاريع وبرامج تدعم العمل الإسلامي المشترك، من شأنه تعزيز مسيرة التضامن الإسلامي ووضعها على الطريق الصحيح، قبل أن يشير أيضا إلى أن ذلك من شأنه أن يساهم في التغيير الإيجابي داخل مجتمعاتنا، ويعد فوق كل هذا قوة تدفع بالإصلاحات التي تريدها شعوبنا من أجل تحقيق حياة كريمة، مشيدا في السياق ذاته بما انبثق من المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي احتضنته الجزائر سنة 2004، قبل أن يؤكد على نجاح ذلك المؤتمر الذي ساهم من خلال اعتماد وثيقتين في توضيح معالم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وقد جاء في الرسالة التي ألقاها السفير سمير بكر دياب، نائب مساعد لمنظمة التعاون الإسلامي، نيابة عن الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أغلو، أن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية "أبرزت بشكل جلي الحراك الثقافي للجزائر، وقدرتها على تنظيم مثل هذه التظاهرات الكبرى"، قبل أن يشير إلى ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وآثارها السلبية على الأمة الإسلامية والمسلمين، وتداعيات ذلك في المجتمعات الغربية، معتبرا أن المنظمة تولي اهتماما كبيرا لهذه الظاهرة من أجل صدها والحد منها في ظل التنامي الكبير لهذه الظاهرة في المجتمعات الغربية وما تنتجه من كراهية وحقد ضد الإسلام والمسلمين، قبل أن يؤكد على أن القضية الفلسطينية تعد أهم قضية تهتم بها المنظمة، منددا بما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في حق المسلمين بفلسطين والقدس الشريف، معتبرا أن انضمام فلسطين إلى منظمة اليونسكو نتج عنه نقص الدعم المالي من قبل الدول الرافضة لهذا الانضمام، ويعد هذا انضمام فلسطين لمنظمة اليونسكو نجاحا للأمة الإسلامية والدول العربية والإسلامية، في انتظار ظفرها بمقعد العضوية ضمن أعضاء الأممالمتحدة، حاثا الدول العربية والإسلامية وكل من وافق على انضمام فلسطين إلى اليونسكو إلى تعزيز الدعم المالي للمنظمة، هذا وعرف المؤتمر تكريم عديد الشخصيات البارزة والفاعلة في النشاط الثقافي الإسلامي من قبل منظمة الإيسسكو من جهة ووازاة الثقافة على المجهود المبذول في عالم الإبداع الفكري والثقافي والفني وإنجاح التظاهرة، كما خلص المؤتمر إلى عديد التوصيات لعل أهمها فتح المجال للشباب من أجل إنشاء مقاولات ثقافية تساهم في تعزيز والحفاظ على كل ما هو ثقافي، وتعد هذه التوصية من بين أهم التوصيات التي حرص عليها وزراء الثقافة في المؤتمر الإسلامي والدعوة من أجل تجسيدها ميدانيا.