تميزت الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة التي التأمت للمرة الثانية بالجزائر العاصمة على مدار يومين تحت شعار “من أجل تعزيز نتائج السنة الدولية للتقارب بين الثقافات وتفعيل دور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار”، بحضور وزراء وممثلين عن 39 دولة و20 منظمة إقليمية ودولية، بجدول أعمال ثري يتضمن الكثير من الموضوعات المهمة التي قدمتها منظمة الأسيسكو، من بينها ما أنجز في إطار تنفيذ الإستراتيجية الثقافية في العالم الإسلامي. هذا وشكل موضوع “الأدوار الثقافية للمجتمع المدني وخاصة الشباب من أجل تعزيز الحوار والسلم” أهم محور نقاش بين الحاضرين، من وزراء الثقافة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث تم تقديم أوراق عمل من قبل الوفود حول دور المؤسسات المدنية في مجال الثقافة في دول العالم الإسلامي، ليتم الإعلان عن بيان ختامي يندرج ضمن ما يمكن أن تقوم به المؤسسات المدنية في مجال دعم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على حسب ما أكده المدير العام للأسيسكو عبد العزيز بن عثمان التويجري لجريدة “السلام”. وأضاف عبد العزيز بن عثمان التويجري أن الهدف من ذلك تعزيز الحوار بين مكونات المجتمعات الإسلامية في إطار الإنفتاح والمواطنة الحقة والتشبث بالهوية، وكذا المحافظة على المكتسبات وعلى سيادة الأوطان ومنع التأثير عليها من قوى خارجية إلى جانب إبراز دور المجتمع المدني وخاصة الشباب في إحداث المزيد من التقدم، في مجالات الحكم الراشد والديموقراطية واحترام الكرامة الإنسانية. وأبرز المدير العام للأسيسكو أهمية الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي التي تساهم حسبه في خدمة العمل الثقافي وتعزيز جهود المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، في المجال الثقافي مضيفا أن هذا المؤتمر سيحقق إضافة نوعية خاصة وأنه يعقد في إطار الإحتفال بتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. كما أشار التويجري إلى أن منظمته تواصل أداء الدور المنوط بها في دعم الجهود الدولية في المجالات الإنسانية على عدة أصعدة في مساعيها الرامية إلى مواكبة جل الأنشطة الإقليمية والدولية التي تنفذ في مجال الحوار في عديد مستوياته وعلى اختلاف جوانبه. ضرورة الخروج بتوصيات جريئة لدعم مشاركة الشباب في وضع البرامج الثقافية من جهتها قالت وزير الثقافة خليدة تومي أن هذا المؤتمر يرمي إلى تحقيق جملة من التحديات، من بينها الانضباط والجدية في العمل المشترك والعمل على تطبيق برامج المنظمة مشددة على دور الشباب في المشاركة في رسم السياسات التي تخدم قضايا الشباب والمجتمع على أن يكون لهم دور فعال في صناعة القرار وتعزيز سياسة السلم المدني والحوار، وحل الصراعات بالطرق السلمية في المجتمع. واعتبرت تومي أنه من خلال الموضوع الرئيسي للمؤتمر المتعلق بتفعيل دور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار يتعين علينا الخروج بتوصيات هامة وجريئة، تدعم الأدوار الثقافية التي سيضطلع بها الشباب في وضع التصورات والبرامج الثقافية وتجسيدها على اعتباره الشريحة التي تشكل الأغلبية في دولنا. الجزائر تدعو الأسيسكو إلى دعم فلسطين للحفاظ على تراثها الثقافي من جهة أخرى أكدت خليدة تومي على دعوة الجزائر لكل الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى اتخاذ استراتيجية إستعجالية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع لدعم وزارة الثقافة الفلسطينية ماديا للحفاظ على تراثها الثقافي وهويتها ودعم الإبداع الفكري . واعتبرت خليدة تومي أن الحضور القوي والنوعي للدول والمنظمات في المؤتمر يعكس الرغبة المشتركة في تفعيل الأدوار الثقافية التي يتعين الارتقاء بها إلى مستوى التحديات المشتركة وفي طليعتها القضية الفلسطينية سياسيا وثقافيا مبرزة أن انضمام فلسطين إلى منظمة اليونسكو يعد منعطفا حاسما في تاريخ القضية الفلسطينية . وفي تدخله دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين أوغلي إلى ضرورة تنسيق جهود الدول الإسلامية وتكثيف التعاون في مجال الثقافة وكذا في مجال التصدي لظاهرة الإسلامفوبيا في المجتمعات الغربية والعمل على محاربتها للدفاع عن ديننا الحنيف. كما ثمن أوغلي دور الجزائر التي تستضيف للمرة الثانية المؤتمر الإسلامي السابع ومدى اهتمامها بهذا النوع من الاجتماعات والتي تعد خطوة نوعية ونقلة إلى الأمام في مجال تطوير العمل الإسلامي الثقافي. الإشادة بفعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وعلى صعيد آخر أشاد المشاركون في المؤتمر الإسلامي السابع الذي جاء متزامنا مع تواصل فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بهذه التظاهرة التي أبرزت الحراك الثقافي في الجزائر وما تزخر به من تراث إسلامي يشهد على أصالتها، حيث أعدت وزارة الثقافة بهذه المناسبة شريطا وثائقيا عن هذه المدينة العريقة تم عرضه على هامش هذا المؤتمر. وفي إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية أكدت خليدة تومي على احترام دفتر شروط منظمة الأسيسكو من خلال انجاز عدد من الفضاءات الثقافية وترميم التراث الثقافي وكذا تمكين الفاعلين في الحقل الثقافي من انجاز مشاريع في جميع الميادين وبهذه الصفة سنخدم الثقافة عبر المثقفين والمنتجين والمفكرين على حد تعبيرها. وقد مكنت هذه التظاهرة منذ انطلاقها والمتواصلة إلى غاية أفريل 2012 تضيف تومي من انجاز 10 مرافق ثقافية جديدة مما سمح بإنشاء 4 متاحف بالولاية وقصرا للثقافة ومركزا للدراسات الأندلسية وترميم معظم المعالم التاريخية ،كما أنها مكنت من نشر أكثر من 370 عنوان كتاب وتنظيم 12 ملتقى فكري دولي . هذا وقد تم تكريم عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ومن كان لهم إسهام في التحضير لهذه التظاهرة إلى جانب تكريم عدد من المبدعين والفنانين الذين شاركوا في تظاهرة تلمسان من قبل منظمة الأسيسكو. وتعد بلقايد ليلى من بين المبدعات التي منحت لها جائزة الأسيسكو في مجال البحث واللباس التقليدي في مدينة تلمسان، حيث أبرزت عقب تكريمها لجريدة السلام أن اللباس التلمساني يتضمن مكونات من كل الفترات والحضارات التي تحكي مراحل تاريخ الجزائر.