صورة من الأرشيف كشفت يوميات الصالون الوطني للكتاب المنظم بتلمسان طيلة أسبوع كامل، وبمشاركة قياسية لدور نشر جزائرية تجاوز عددها 120 دار نشر، على أن المقروئية داخل المجتمع التلمساني خاصة والجزائري بوجه عام لا تزال بخير، وهو ما عكسه الإقبال الكبير من قبل المواطنين والعائلات طيلة أيام المعرض على الأجنحة بقصر المعارض بحي الكدية، هذا الإقبال الذي لم يكن منتظرا، بحكم بعد المسافة ما بين قصر المعارض والأحياء المجاورة، عرف المنظمون كيف يتجاوزون هذه المشكلة من خلال توفير حافلات تتنقل يوميا وفي أوقات منظمة من وسط المدينة إلى قصر المعارض. * المعرض الذي كان فرصة لجميع الفئات الاجتماعية من الأطفال والشباب والكبار والنساء للوقوف على إصدارات وإبداعات المؤلفين من كتّاب ومؤرخين وسياسيين في مختلف مجالات المعرفة والعلوم، بما في ذلك الكتب المخصصة في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، التي استقطبت عديد القراء، دور النشر التي قامت بعرض العديد من المؤلفات في مختلف الاختصاصات الدينية، العلمية، التاريخية، التربوية، بما في ذلك كتب الطفل والطبخ، أجمع من خلالها الناشرون على أن معرض الكتاب الوطني في طبعته الأولى والتي أشرفت على تنظيمه المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية كان ناجحا من جميع الجوانب التنظيمية أو من خلال النشاطات الثقافية الموازية والمسطرة من قبل المشرفين، والمتضمنة ندوات تكريمية، وأخرى تمحورت حول التجارب الإبداعية والكتابية لأعمدة الأدب الجزائري: محمد ديب، واسيني الأعرج ورشيد بوجدرة، كما عرفت فعاليات المعرض ندوات تكريمية لكل من عمر ديب، مصطفى نظور والمؤرخ عبد المجيد حاجيات، بالإضافة إلى أمسيات شعرية نشطها شعراء من مختلف أرجاء الوطن، هذا وعرف المعرض تخصيص فضاءات للأطفال من خلال فتح ورشات للرسم وتمكين الأطفال من تعلم تقنية رسم الشريط المرسوم على يد رسامين مختصين في هذا المجال، بالإضافة إلى ورشات أخرى. * وقد ساهم المعرض في معرفة مدى تعلق المواطن الجزائري بكل ما له علاقة بالكتاب، الذي يبقى خير أنيس في الأنام، حيث كان المعرض بمثابة ترمومتر لقياس راهن القراءة والمطالعة داخل المجتمع الجزائري، وهو التحدي الذي نجح في الوصول إليه المشرفون على المعرض طيلة الأيام التي خصصت لذلك، والتي أكد بشأنها عديد المواطنين أنها ليست كافية، مطالبين مستقبلا بتنظيم أكثر من أسبوع في مثل هذه المجالات، حتى يتسنى للمواطنين والعائلات التلمسانية ممن لم يسعفهم الحظ في الحضور لهذا الصالون الوطني تدارك الأمر، والذي شهد من جانب آخر توافد عشرات العائلات من الولايات المجاورة. * المعرض الذي استقطب هذا الكم الهائل من القراء، قبل يومه الأخير، نظمت به ندوة عن واقع النشر بالجزائر نشطها رئيس القسم الثقافي بجريدة "الشروق تومي عياد الأحمدي" ومدير الكتاب والمطالعة بوزارة الثقافة قانا ياسر عرفات، حيث تم التطرق لهذا الواقع الذي يعرف تحسنا كبيرا من عام لآخر.