أوقف الجيش اللبناني أول أمس، تسعة "9" من عناصر القوات اللبنانية، بعد ضبطهم وهم يقومون بإجراء تدريبات عسكرية في وضح النهار في منطقة شحتول في فتوح كسروان شمال بيروت، حيث توجهت قوة عسكرية من "فوج المغاوير" ومخابرات الجيش اللبناني إلى المكان وتبين وجود مجموعة من تسعة أشخاص يقومون بأعمال رماية وبحوزتهم أسلحة فردية إسرائيلية وأمريكية متطورة، منها بنادق "أم تي 5" و"أم 16" و"إيه كي أف" ومجموعة مسدسات حديثة من طراز "غلوك". بالإضافة إلى أجهزة لاسلكية متطورة للغاية، وخرائط لمنزل زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون وكذلك الوزير الياس المر، وعلى الفور تمّ توقيف عناصر المجموعة، وأقرّ الموقوفون التسعة بانتمائهم إلى جهاز الحمايات في "القوات اللبنانية" وتمت مصادرة سيارات الجيب الثلاث التي كانوا يستقلونها وتحمل رقماً واحداً وتمّ دهنها بالبني والأسود. وأوضح مصدر أمني لصحيفة الأخبار اللبنانية أن المجموعة يقودها شخص اسمه انطوان حنا ابي حنا وتضم عناصر سبق أن عملت في وحدة الصدم التي اشتهرت بها القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية. ووفقا لصحيفة السفير، فقد أكد الموقوفون بأنهم يعملون في فريق الحماية التابع للمؤسسة اللبنانية للإرسال ومع رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر. من جهتها، سارعت القوات اللبنانية التي يقودها سمير جعجع إلى نفي المعلومات حول اعتقال عناصر تابعة لها في جرود كسروان وأصدرت الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية بيانا جاء فيه: "أن الخبر عار عن الصحة تماما ولا يمت إلى الواقع بصلة، داعيا إلى استقاء المعلومات من قوى الأمن الداخلي أو قيادة الجيش منعا لأي التباس أو مغالطات"، فيما أبلغ رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر قيادة الجيش اللبناني والقضاء اللبناني بأن الموقوفين هم ضمن فريق حماية "آل بي س" وحمايته الشخصية، وأنهم كانوا يقومون بأعمال تدريبات دورية كعادتهم في كل يوم اثنين، لكن الضاهر لم يقدم أجوبة مقنعة حول التأخر في اكتشاف غياب المجموعة وعدم الحصول على تراخيص بالسلاح والتدريبات والمكان وكذلك حول سبب وجود بعض الوثائق في السيارات، وأيضاً موضوع الأرقام الموحّدة للسيارات المصادرة الخ... وفي وقت لاحق، أكدت المستشارة الإعلامية لجعجع الزميلة انطوانيت جعجع أن الموقوفين هم ضمن قوة حماية الضاهر، فيما أصدرت الدائرة الإعلامية في "القوات" بياناً أوضحت فيه أن "القوات" حزب سياسي يخضع للقوانين ومؤمن بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية دون غيرها. وتتزامن هذه الاعتقالات مع عودة التشنج داخل الساحة السياسية اللبنانية بعد اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل، حيث تجدد الانشقاق بين الأغلبية الحاكمة والأقلية المعارضة على خلفية العديد من الملفات وعلى رأسها المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.. وفي هذا الإطار أكد الرئيس اللبناني اميل لحود، انه لن يسمح بوقوع حرب أهلية في لبنان، أو تطبيق الفيدرالية التي هدد البعض بها، مهما كلف الأمر، واصفا حكومة فؤاد السنيورة بأنها غير شرعية. كما أكد رئيس التيار الوطني الحر، ميشال عون، ضرورة تغيير الحكومة، متهما إياها بزعزعة الاستقرار في البلاد. القسم الدولي