من المتوقع أن يتم اليوم الإعلان عن فتح أظرفة الشركات المهتمة بمناقصة بناء الجامع الكبير بالجزائر، وأكدت مصادر إعلامية أنه من المنتظر أن تنظم عميلة فتح أظرفة المناقصة المعلن عنها بتاريخ 27 أكتوبر 2009 من طرف الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير جامع الجزائر (Anargema) اليوم أو غدا. وقد بلغ عدد الشركات الوطنية والأجنبية التي سحبت دفتر الشروط بهدف الحصول على صفقة إنجاز المسجد الأعظم، 24 شركة ذات سمعة عالمية، منها شركتي كوسيدار وحداد و5 شركات من دول إسلامية والباقي من دول أخرى كفرنسا، ألمانيا، الصين واليابان. ويمكن لهذه الأخيرة بعد عملية انتقاء أن تتقدم للمناقصة الوطنية والدولية لتجسيد الجامع الكبير، كما تم قبول عروض تقدمت بها عدة شركات دولية في شكل مجمعات، على أساس القيود التي فرضتها الحكومة من بينها شرط تحقيق رقم أعمال لا يقل عن مليار أورو، وفي حالة المجمعات، يجب أن يكون صاحب الأغلبية فيها لا تقل نسبة مساهمته على 60 بالمائة، إلى جانب 20 بالمائة كأقل نسبة لباقي المساهمين، مع شرط الكفاءة والخبرة 20 سنة في مجال تجسيد المباني الكبيرة، وأن تكون قد أنجزت خلال 10 سنوات الأخيرة مشروعين على الأقل من نفس الحجم، إلى جانب ضرورة أن تتوفر على طاقم من الموظفين المؤهلين، من مهندسين وخبراء لا يقل عددهم عن 2000 موظف، ولا يسمح بمشاركة شركات لم تنجز عمارات بأزيد من 30 طابقا، وعلى أرضية زلزالية مثل أرضية الجزائر العاصمة. للإشارة المشروع يتعدى كونه مسجدا تقام فيه الصلاة والعبادة والذكر، حيث يُراد له أن يكون معلما يؤرخ للجزائر من خلال طوابقه ال14، حيث يرمز كل طابق إلى حقبة من حقب الجزائر التاريخية ومركزا للنشاط العلمي والفكري وقبلة سياحية وثقافية واقتصادية واجتماعية، تكفل النهوض بأدوار متميّزة في سائر مناحي الحياة العامة. وحسب الهيئة المشرفة على المشروع سينفرد مسجد الجزائر الأعظم بمنارة عملاقة هي الأعلى في العالم بارتفاع ثلاثمائة مترا ما يرشحها للقب أعلى مئذنة في العالم وسيمتد المسجد على مساحة 20 هكتارا، ويتسع ل 120 ألف مُصل. وسيتّم تصميمه كنواة مجمع ثقافي يضم 25 واجهة، حيث سيحتوي على صالة مؤتمرات بسعة 1500 مقعد، ناهيك عن مركب يضم دار للقرآن ومعهدا عاليا للدراسات الإسلامية يستوعب 3 آلاف طالب، ومركزا ثقافيا ومركزا آخرا متعدد الخدمات، ومركزا صحيا وعمارة للسكن وأخرى للخدمات الإدارية، إضافة إلى فندق من فئة خمس نجوم، و3 مكتبات وقاعة مسرح ومركزا للعلوم، ومتحف للفنون والتاريخ وصالات للأنترنت، فضلا عن حدائق ومطاعم وملاعب ومساحات خضراء، وتحيط به شبكة من الطرق والمرافق. ويعلق رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» على المشروع آمالا كبيرة، ليجعل الجزائر من بين البلدان الإسلامية التي تمتلك معلما إسلاميا ذو طابع خاص.