توقفت الحياة بصفة شبه كاملة صباح يوم أمس بمدينة بوقاعة الواقعة شمال ولاية سطيف، بسبب إقدام العشرات من المواطنين على غلق الطرقات وشن العديد من الحركات الاحتجاجية بعد غلق منافذ المدينة، وتطويق مبنى الجزائرية للمياه وغيرها من وسائل الاحتجاج المستعملة للتنديد بشح الحنفيات ووضعية الطرقات. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها "الأيام" فإن القطرة التي أفاضت الكأس تعود إلى أزمة المياه الصالحة للشرب، والتي لم تزر منازل السكان لمدة أسبوع كامل وذلك في كل من حي "تاسليت" و"بن عرعار"، بل تعدت المدة إلى شهر كامل بحي "السوق القديم"، ما دفع بالعائلات إلى القيام بإغلاق منافذ البلدية الأربعة حيث تعلق الأمر بغلق طرقات حي "الجبانة"، حي "بوناب"، حي "لاسيتي" والطريق المؤدي إلى دائرة "موكلان" وذلك تعبيرا عن غضبهم من انعدام هذه المادة الحيوية والمطالبة بضرورة تزودهم بها. كما أكد المحتجون أنهم يلجؤون إلى مياه الآبار والمنابع الطبيعية البعيدة عن المدينة، والموجودة في حي "عين مداح" و"تالة تروميت" أو من آبار قرية "أم لعلو"، وقد قام المحتجون بتطويق مبنى الجزائرية للمياه بقلب المدينة، وهذا بعد اعتصامهم قرابة يوم كامل أمام مقر الدائرة، ليحين دور مقر البلدية التي أغلقت يوم أمس بعد وصول الغضب لأوجه في أعقاب عدم اكتراث المسؤولين حسب ما أكده السكان بمطالبهم، وتشير نفس المصادر إلى أن عشرات الشباب أقدموا على غلق عدد من منافذ المدينة، مستعملين في ذلك المتاريس وكل أنواع الحجارة، مضرمين النيران في العجلات المطاطية مانعين بذلك مرور المركبات لاسيما على مستوى الطريق الوطني الرابط بين دائرة "بوقاعة" بعاصمة الولاية، ودوائر "حمام قرقور"، "قنزات" و"بني ورتيلان"، أين بدت يوم أمس مدينة بوقاعة خالية من سكانها، بعد أن أرغمت المحلات التجارية على غلق أبوابها خوفا من نشوب فوضى بين المحتجين ورجال الأمن، الذين ترقبوا الحدث بحذر كبير. في حين علمنا أن رئيس المجلس الشعبي البلدي دخل في مفاوضات مع عدد من المحتجين، الذين طالبوا بنصيبهم من التهيئة العمرانية بأحيائهم بعد أن عرت الأمطار الأخيرة عيوب الأشغال وهددت عدة عائلات داخل منازلهم على غرار حي بشطولة.