كشفت الفنانة سلوى في تصريح خصت به الأيام، بأنها تفقدت حبيبة عمرها الراحلة كلتوم منذ أيام، لما كانت على فراش المرض في عيادة بالشراقة، وظلت إلى جانبها أمسية كاملة، استعادتا فيها حنينهما إلى الزمن الجميل، غير أن فقيدة السينما الجزائرية شكت لها التعب وشدة المرض، على الرغم من أنها كانت طول عمرها صابرة ولا تفشي بما تخفيه سريرتها لأحد. سلوى كانت حزينة وهي ترثي القديرة الراحلة السيدة كلتوم، أو كما وصفتها بأم السينما الجزائرية ومثال المرأة الجزائرية التي قدّمت فنا جادا خدم بلدها في أحلك الظروف، وأخبرتنا بصوت مكسور ..كلثوم ..إنها حبيبة عمري، أعرفها جيدا وأعرف طباعاها التي لم أر مثيلا لها بين كل من عرفتهم من الفنانين، لقد كانت بالفعل فنانة كبيرة بأدائها التمثيلي المبدع، وكبيرة بأخلاقها الحميدة..وتضيف.. وهي تحاول أن تعود بذاكرتها إلى زمن بعيد جدا..كنت قريبة جدا من كلثوم، فلطالما جبت ربوع الوطن رفقتها، عبر جولات فنية قدمنا خلالها الكثير من الأعمال المسرحية، كم كانت متواضعة هده السيدة، وكم كنت أحترم وقارها وتواضعها الجميع حين تفصل الجلوس دائما في مؤخرة القاعات حتى تتجنب الإطراء من غيرها أو الاغترار بنفسها..ثم تستطرد سلوى قائلة..كلثوم هي وسام يستحق أن يعلقه كل جزائري على صدره، عندما تشاهد تلك المرأة أمامك تشعر بأنك أمام مدرسة قائمة بذاتها في الأخلاق، كنت قريبة منها كثيرا وكانت تحبي كثيرا، فكم من مرة زارتني ببيتي، تأكل من مأكلي وتشرب من مشربي ولا تشعر وهي تبادلك حياتك ببساطة إنها أول امرأة جزائرية، داست قدماها على السّجاد الأحمر بمهرجان كان،..كم كانت بسيطة في ملبسها وحياتها العامة.وتقول سلوى بأنها لم تنقطع عن زيارة الرّاحلة كلتوم ، للاطمئنان على صحتها وأفصحت بأنها زارتها مند 20 يوما قبل رحيلها ، وقد ظهرت بصحة جيدة أو ربما تقول أرادت أن تبين لي بأنها لا تشكو من شيء، لكن بعد ذلك بدأت أشاهد عليها ملامح التعب، بعد أن قضيت معها أمسية كاملة ، ولكن شدة المرض كانت أكبر من قوة تحملها وصبرها المعهود عنها، وأخبرتني أنها متعبة جدا.حديث سلوى عن الراحلة كلتوم، جعلها تطرح واقع الفنانين الجزائريين، ممن قالت بأنهم يموتون في الظلام، مهمّشين وبأن مشوار الفنان ينتهي حين يدخل الشيخوخة التي تحيله على النسيان.