انتقلت إلى رحمة الله صباح اليوم عميدة وعرابة الممثلات الجزائريات السيدة " كلتوم" او الشعاع الذي أنار سماء السينما الجزائرية في أحلك ظروفها، مخلفة وراءها تاريخا هاما من الأفلام الثورية والاجتماعية الهادفة. * * لن نقول بان رحيل "كلتوم" اليوم واسمها الحقيقي "عائشة عجوري" من مواليد 04 فيفري 1916 بولاية البليدة، سيترك فراغا كبيرا في ساحة التمثيل الجزائري، لانها وببساطة رحلت منذ سنوات طويلة، بسبب التهميش الذي طالها رغم عطائها الطويل و المرير في مجال السينما الجزائرية، إلى درجة أن الكثيرين يعتقدون بأنها توفت منذ زمن طويل، حتى ان إحدى الممثلات الجزائريات" الصاعدات" وفي حوار أجرته مع إحدى الجرائد الوطنية حول السينما الجزائرية بين الأمس واليوم، وفي ذكرها لبعض القامات السينمائية الجزائرية الراحلة ، وقفت عند الممثلة القديرة كلتوم، ووصفتها "بالمرحومة"!. * لكن يبقى ان يعرف الجميع، بان كلتوم التي أنارت السينما الجزائرية بأدائها الفذ المميز، ذاقت قبل رحيلها طعم الحرمان من لمسة حانية تهون عليها مآلها المرير، ولم تجد أنيسا لها في وحدتها سوى جدران باردة ..حزينة في شقة بالعاصمة، كانت كل ما تملكه في حياتها، في بلد لا يعرف كيف يعتني بزهوره، التي تذبل ثم تموت في وحدة ظلامها دامس، رغم بضع التكريمات التي كانت تقيمها بعض المؤسسات الثقافية تحت وصاية وزارة الثقافة الجزائرية، لأجلها و التي كانت دوما تغيب عنها بسبب تدهور حالتها الصحية . * من منا لا يتذكر تلك الأم العظيمة في "ريح الاوراس" والتي نثرت حزنها وآلامها ودموعها على فرقة ابنها، قرب الأسلاك المكهربة التي كانت تحول دون وصولها الى ابنها المختطف من قبل الجيش الفرنسي..ومن منا لم يصدق ذلك الأداء القوي الذي عرفت كيف تنفذه بصدق "كلتوم". * لن نستطيع أن نختصر قيمة هذه المرأة في سطور مثلما ذكر ذات يوم المسرحي القدير أمحمد بنت قطاف، في لكن ما نحفظه اليوم كجيل صاعد عن هذه القديرة، بأنها من اكتشاف الكاتب المسرحي الكبير"محي الدين بشطارزي" سنة 1935، ولها حوالي 20 فيلما وأكثر من 70 مسرحية.. * يشار الى ان وزارة الثقافة ستنظم وقفة للراحلة، بعد صلاة الجمعة بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي، بحضور الوزيرة خليدة تومي الى جانب عدد من المخرجين والممثلين الجزائريين، فرحم الله فقيدة السينما الجزائرية