أحبطت الأجهزة الأمنية نهاية الأسبوع الماضي مخططا إرهابيا لتزويد أتباع الإرهابي «عبد المالك درودكال» بكمية معتبرة من المواد المستعملة في صناعة المتفجرات على مستوى المنطقة الحدودية بين بومرداس وتيزي وزو، وقطعت الطريق أمام محاولات توفير الذخيرة لتنفيذ تفجيرات بمواقع مختلفة. فشلت الجماعات الإرهابية في تنفيذ مخططها بالتزود بالمواد الخام المستعملة في صناعة المتفجرات، حيث أحبطت الأجهزة الأمنية مخططا خطيرا لتمويل الجماعات الإرهابية بأزيد من 30 قنطارا من الأسمدة الآزوتية المستعملة في صناعة المتفجرات، والتي كانت موجهة إلى ورشات الإرهابيين في المنطقة الحدودية بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو قادمة من مجمع بالشرق الجزائري، ونجحت قوات الأمن في توقيف شاحنة كبيرة من نوع تويوتا محملة بالأسمدة الفلاحية داخل 30 كيسا بلاستيكيا، حاولت الوصول إلى معاقل الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء ما يعرف بجند الأنصار التي غيرت اسمها مؤخرا بعد تقلص نشاطها الإجرامي وفقدت أبرز عناصرها نتيجة ضربات قوات الجيش، إضافة إلى موجة التوبة التي اجتاحت الجماعات رغم المحاولات البائسة لأمير التنظيم الإرهابي «عبد المالك درودكال» تفعيل نشاطها. وتم توقيف سائق الشاحنة ومرافقه في عملية يرجح أن تكون آخر محاولة للإرهابيين لتوفير المواد المستعملة في صناعة المتفجرات، خاصة بعد تضييق الخناق عليهم في الحدود الغربية التي كانت الجماعات الإرهابية تلجأ إليها للحصول على مادة «التي أن تي» باستخراجها من الألغام المضادة للأشخاص. كما نجحت قوات الأمن في الكشف عن مخازن «التي أن تي» على مستوى منطقة يسر ببومرداس، وتمكنت من استرجاع كميات كبيرة منه، وفشل المنضوون تحت لواء ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال في تمرير المواد الخام المستعملة في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة الموجودة في الأسمدة الفلاحية إلى معاقل الجماعة الإرهابية، بفعل التضييق الأمني ومراقبة كل ما من شأنه صناعة المتفجرات بما فيها مادة الزئبق بنوعيه. وحسب مصادرنا فإن عملية توقيف الشاحنة تمت بالقرب من منطقة دلس، حيث تم اقتياد المتورطين الذين يحملان وثائق فلاحية تسمح لهما بممارسة نشاطهما، الأمر الذي جعل الأجهزة الأمنية تفتح تحقيقا معمقا لمعرفة الأشخاص الذين يقفون وراء تمويل الإرهابيين، خاصة بعد الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة مطلع عام 2008، حيث أقرت برنامجا جديدا لتُنظيم ومراقبة عمليتي بيع وتوزيع الأسمدة الكيماوية التي يستخدمها الفلاحين لمنع وصولها إلى الجماعات الإرهابية، حيث كثفت من مراقبتها لتنقلات المادة وحصر تسويقها ضمن مجالها فقط وهو الفلاحة، وذلك وفق شروط كثيرة أهمها الاكتفاء بكميات محدودة وعلى فترات تسمح بمتابعة توجهاتها. للإشارة فإن الأجهزة الأمنية سبق وأن أوقفت قبل عامين 10 متورطين في نقل الأسمدة الآزوتية إلى الجماعات الإرهابية في نفس المنطقة، كانت محملة في شاحنة نصف مقطورة.